Wibowo, Rafif Adithyo (2024) موقف الإسلام من فلسفة براجماتية عند محمود عتمان (دراسة كلامية). S1 Undergraduate thesis, Universitas Darussalam Gontor.
Abstract
يُعتبر البراجماتية، كأحد فروع الفلسفة الغربية الحديثة، تركيزًا على القيم العملية والفوائد الناتجة عن كل فعل. إن هذا النهج لديه القدرة على إضعاف العقيدة والإيمان لدى الشخص، لأنه يميل إلى إغفال الجوانب الروحية والحقيقة المطلقة التي تستند إلى الوحي الإلهي. استجابةً لذلك، يرفض بعض الشخصيات والباحثين في مجال علم الكلام مبادئ البراجماتية، بدعوى ضرورة الحفاظ على مبادئ الإيمان الأعمق. ومن هؤلاء محمود عتمان من مصر، الذي ذكر في عمله "الفكر المعاصر وموقف الإسلام منه" أن مبادئ البراجماتية تتعارض بشدة مع تعاليم الإسلام، التي تستند إلى الحقيقة المطلقة للوحي الإلهي. يُعلّم الإسلام أن تقييم الأفعال لا يُبنى فقط على النتائج الدنيوية، بل أيضًا على النية والأهداف الأخروية العليا. في هذا السياق، تصبح أفكار محمود عتمان ذات أهمية كبيرة كجهد لانتقاد وجهة النظر البراجماتية، خاصةً في الحفاظ على القيم الإسلامية من تأثير الأيديولوجيات الغربية التي تميل إلى استبدال الدين بنظرة حياة علمانية ومادية. استنادًا إلى صياغة المشكلة المقدمة، فإن هدف هذا البحث هو فهم أعمق لوجهة النظر الإسلامية تجاه فلسفة البراجماتية وفقًا لرؤية محمود عتمان، من خلال استكشاف انتقاداته وردوده على مبادئ البراجماتية وكيف تتماشى هذه الآراء أو تختلف عن تعاليم الإسلام. لتحقيق أهداف البحث، من حيث جمع البيانات، يُصنف هذا البحث كبحث مكتبي (Library Research) يستفيد من مجموعة من الأدبيات والمراجع السابقة. بناءً على نوع البيانات التي تم دراستها، ينتمي هذا البحث إلى بحث نوعي (Qualitative Research)، الذي يهدف إلى دراسة مجموعة من النظريات والمفاهيم حول فلسفة البراجماتية والتفكير الإسلامي. من حيث تصميمه، يُعتبر هذا البحث بحث مفاهيميا (Conceptual Research) مع نهج وصفي وتحليلي، يسعى إلى شرح الظواهر بشكل موضوعي ونقدي. أما موضوع البحث، فيركز على مادة علم الكلام وآراء محمود عتمان حول البراجماتية في سياق تعاليم الإسلام. بعد إجراء هذا البحث، وصل الباحث إلى عدد من النتائج المهمة المتعلقة بوجهة نظر محمود عتمان تجاه البراجماتية. أولاً، يعتبر محمود عتمان البراجماتية جزءًا من التيار المادي الحديث الذي يقيم الحقيقة بناءً على الفوائد العملية أو التأثيرات الحقيقية لفعل معين. ويلاحظ أن البراجماتية ظهرت في العالم الغربي وسط أزمة ميتافيزيقية في القرن العشرين، عندما تم التساؤل عن المفاهيم التقليدية للحقيقة. ثانيًا، ينتقد عتمان وجهة نظر البراجماتية حول المعرفة التي تميل إلى تجاهل الجوانب الروحية، ويؤكد على أهمية الوحي كمصدر للحقيقة المطلقة في الإسلام. وفقًا له، في الإسلام، لا تستند المعرفة فقط إلى العقل والحواس، بل يجب أن تتماشى أيضًا مع القيم الإلهية. ثالثًا، فيما يتعلق بالأخلاق، يرفض عتمان النسبية البراجماتية التي تدعي أن الأخلاق هي نتاج التجربة الإنسانية والتغير الاجتماعي، لأن ذلك قد يؤدي إلى عدم استقرار القيم الأخلاقية. وفقًا لعتمان، يقدم الإسلام مبادئ أخلاقية ثابتة تستند إلى الوحي. رابعًا، فيما يتعلق بالدين، يؤكد عتمان أنه على الرغم من أن العلم يستمر في التطور، فإنه لا يمكن أن يحل محل دور الدين في تقديم المعنى والإرشاد في الحياة. يوفر الدين توجيهًا واستقرارًا أخلاقيًا وروحيًا لا يمكن أن يوفره العلم، الذي يقتصر على فهم الظواهر الطبيعية. وبالتالي، يقيّم عتمان أن البراجماتية، التي لا تزال موجودة في أمريكا كأحد وجهات النظر، تتعارض مع قيم تعاليم الإسلام. على الرغم من أن هذا البحث قد اكتمل، فإن الباحث يدرك أن هناك مجالًا للتحسين. لذلك، يتم تقديم بعض الاقتراحات للبحوث المستقبلية: (1) قد تساعد استخدام نهج جديد في دراسة وجهة نظر الإسلام تجاه المادية الحديثة، وخاصة البراجماتية، في الرد على انتقادات مؤيديها. (2) ستوفر توسيع البحث في جوانب المعرفة والأخلاق والدين المتعلقة بالعلاقة بين الإسلام والبراجماتية رؤى أعمق. (3) يمكن أن تكون الدراسات الأكثر عمقًا بشأن النقد الإسلامي للبراجماتية وتطوير الفكر الإسلامي المعاصر أيضًا محورًا مهمًا. نأمل أن يوفر هذا البحث فوائد وأن يكون خطوة أولى نحو تطوير نقاش إسلامي أكثر انتقادًا. الكلمات المفتاحية: الدين، الأخلاق، العقيدة، محمود عتمان، المعرفة، البراجماتية
Statistics Downloads of this Document
View Item |