الزكاة هي أحد أركان الإسلام وواحدة من الشعائر التي تهدف إلى تقليص الفجوة بين أفراد المجتمع. يتسابق المسلمون لأدائها في وقتها المحدد كطاعة لله وابتغاء مرضاته. ولكن في الوقت الحالي، نجد أن بعض مؤسسات الزكاة، مثل المؤسسة عامل الزكاة والانفاق والصدقة المحمدية تقوم بإدارة وتوزيع زكاة الفطر خلال مدة السنة، وهو ما لا يتفق مع رأي غالبية العلماء. تهدف هذه الدراسة إلى تقديم دراسة فقهية حول توزيع زكاة الفطر خلال مدة السنة من قبل تلك المؤسسة. يستخدم البحث منهجًا وصفيًا نوعيًا، حيث يتطلب من الباحث جمع البيانات الأولية والثانوية من خلال المقابلات والكتب والمقالات والوثائق المتعلقة بهذا الموضوع. أظهرت نتائج البحث أن برنامج توزيع زكاة الفطر خلال مدة السنة لم يوافق مع الفقه الإسلامي. فبحسب الأدلة من القرآن والسنة، لا يجوز إخراج زكاة الفطر بعد صلاة العيد إلا لعذر قوي. وقد حددت حمهور العلماء وقت إخراج زكاة الفطر قبل صلاة العيد، ومن أخرجها بعد ذلك تُعد صدقة عادية وليست زكاة الفطر. وتهدف زكاة الفطر في حد ذاتها إلى توفير الرعاية للفقراء والمساكين يوم العيد حتى لا يشعروا بالنقص في ذلك اليوم. وعلى الرغم من أن مؤسسة تعتمد على بعض الأسس، مثل مصلحة المجتمع وضيق الوقت لتوزيع الزكاة قبل صلاة عيد الفطر، واستنادها إلى مذهب أبي حنيفة الذي يجيز إخراج الزكاة في أي وقت خلال الحياة، إلا أن هذه الأسس لم تكون قوية..