مشاكل الحياة الزوجية أمر لا مفر منه، ومن ثم تقع على عاتق الزوج والزوجة مسؤولية إصلاحها. والحدود في الإسلام تنظم حقوق وواجبات كلا الطرفين بشكل متوازن. ومع ذلك، تأثر مفهوم الأسرة اليوم بتأثير النسوية الغربية التي تسعى إلى المساواة الكاملة في القوانين والحقوق والواجبات، مما أدى إلى عدم تطبيق الشريعة الإسلامية كما ينبغي. ولمواجهة هذا التحدي. اعتمدت الباحثة على آراء الإمام القرطبي في تفسير الحدود لحل مشكلات الأسرة. استخدمت الباحثة في هذا البحث بالمنهج البحث المكتبي والدراسة الموضوعية. وطريقة جمع البيانات من خلال الوثائق المستمدة من الكتب والمجلات والوثائق الأخرى، ثم تحليلها باستخدام منهج الوصف والتحليل. استخدمت الباحثة منهج الوصف لشرح الآيات، والتحليل لبحث تفسيرات آيات الحدود وعلاقتها بالحياة الأسرية، مع التركيز على آراء الإمام القرطبي. انطلاقًا من هذه القضية، تهدف الباحثة على فهم الحدود وعلاقتها بالأسرة وفقًا لرؤية الإمام القرطبي. فتشمل نتائج من هذا البحث بأن مفهوم الحدود وعلاقتها بالأسرة عند الإمام القرطبي هو وضع ضوابط للحياة الأسرية تحافظ على العلاقة بين الزوجين في قضايا مثل الرفث، الظهار، الطلاق، وتقسيم الميراث. قسم هذه حدود إلى قسمين: حدود الأوامر وحدود النواهي. ففي حدود الرفث، أن حدود الأمر في أن يكون زوجان حاميَين لبعضهما البعض، ويُباح لهما الجماع ليلاً في رمضان، بينما تُمنع العلاقة الجنسية في النهار أثناء الصيام وفي الاعتكاف. والظهار، يُفرض كفارة، بينما يُمنع الظهار ذاته. أما الطلاق، فتشمل الأوامر حصر الطلاق مرتين (رجعي)، والطلاق الثالث (بائن)، واحترام العدة، والتقوى، بينما تشمل النواهي استرجاع المهر، الطلاق التحليلي، والخروج من المنزل أثناء العدة. وفي الميراث، يكون الأمر بتقسيمه وفقًا للشريعة بعدل، والنهي عن مخالفة أحكام القرآن في تقسيم الميراث. وبعد، وقد اعترفت الباحثة أن هذا البحث لم تبلغ من الكمال والنقائص. لذلك، ترجو الباحثة من الباحثين في المستقبل أن تأتي في نفس البحث أدق وأتم. الكلمات الرئيسية: الحدود، الإمام القرطبي، الأسرة، تفسير جامع لأحكام القرآن.