الصيام إحدى من العبادات الواجبة في الإسلام، وهي صيام رمضان وصيام النذر. وقد استندت فريضة الصيام لقوله تعالى في سورة البقرة: ١٨٣. ولكن لمن لديهم عذر، مثل المرض أو السفر، سوف ينال الرخصة لقضاء الصيام في أيام أخرى. لكن، كثير من الناس لا يفهمون حكم قضاء الصيام، خاصة في حكم قضاء الصيام عن الميت. ويتأثر مفهوم الناس يتعلق بالمذهب الذي اتبعه، حيث توجد في الإسلام أربعة مذاهب (الحنفي، المالكي، الشافعي، والحنبلي) الذي يختلفون في آرائهم عن حكم قضاء الصيام عن الميت. يتناول هذا البحث حكم قضاء الصيام عن الميت وفقًا للمذاهب الأربعة في الإسلام، بهدف توضيح اختلافهم في النظر حول حكم قضاء الصيام بين هذه المذاهب الأربعة، وبيان كيفية تنفيذه، وتقديم دليل عملي للمسلمين في تطبيقه. ولا يقتصر هذا البحث على دراسة الحكم فحسب، بل يبين أيضًا كيفية استنباط الأحكام وفقًا لكل مذهب. استخدم هذا البحث بالمنهج المكتبي الذي يعتمد على البيانات الأولية مثل القرآن الكريم، والأحاديث النبوية، وكتب الفقه، بالإضافة إلى البيانات الثانوية المستمدة من الأدبيات والمجلات الأكاديمية. وأظهرت نتائج البحث بوجود اختلاف في الآراء بين المذاهب الأربعة. حيث اتفقا المذهبان الحنفي والمالكي على وجوب دفع الفدية من أهل الوارث إذا كان ترك الميت وصية. أما المذهب الشافعي، فله رأيان وهما الرأي القديم التي يوجب على أهل الوارث قضاء الصيام عن الميت، والرأي الجديد التي يوجب على الأهل الوارث دفع الفدية. ويسن المذهب الحنبلي لأهل الوارث دفع الفدية عن الميت. ولكل مذهب له أدلة الخاصة الذي استند فيه من الأحاديث النبوية. حيث اعتمد المذاهب الثلاثة الحنفي والمالكي والشافعي على حديث الذي رواه ابن عمر، واعتمد المذهب الحنبلي على حديث الذي رواه ابن عباس.