تتناول هذه الدراسة تحليل دور بولس كأحد الرسل في المسيحية من خلال رؤية فرديناند كريستيان باور في كتابه” “Paul, The Apostle of Jesus Christ”. يُعَدُّ باور، الذي اشتهر برأيه القائل بأن بولس كان مُجَدِّدًا للمسيحية في القرن الثاني، أحدَ مؤسسي المنهج التاريخي النقدي في دراسة تاريخ المسيحية. وقد اعتمد في ذلك على المنهج الجدلي الهيجيلي. وقد عرض باور وجهة نظره حول بولس بالتفصيل في كتابه. تهدف هذه الدراسة إلى توضيح دور بولس وفقًا لفرديناند كريستيان باور في تاريخ المسيحية المبكرة، كما هو موضح في كتابه “Paul, The Apostle of Jesus Christ” بالإضافة إلى ذلك، كان البحث مُبَيِّنًا مكانة فكره بين علماء اللاهوت الآخرين مستندا إلى ذلك الكتاب. يهدف هذا البحث إلى توضيح رؤية باور لبولس، ودوره، وتأثيره على علماء اللاهوت اللاحقين. في هذا البحث، اعتمدت الباحثة على نوع من البحث النوعي باستخدام الدراسة الفلسفية ومنهج تحليل المحتوى لتقديم وصف شامل واستنتاجات دقيقة في النتائج. كما تمت دعم هذه الدراسة بطريقة جمع البيانات التي تشمل جمع الكتب والوثائق والمراجع المتعلقة ببولس وباور. وقد خلص البحث إلى أن باور رأى في كتابه أن بولس لم يكن بمجرد رسول، بل كان مُجَدِّدًا في المسيحية. ويُرجِعُ ذلك إلى صراعه مع بطرس، الذي أشار إليه باور كثيرًا في كتابه، وإلى الرسائل المنسوبة إلى بولس والمفاهيم الواردة فيها، التي أصبحت أسسًا للمسيحية. ويرى باور أن المسيحية في القرن الثاني كانت توليفة بين الهلنستية والمسيحية اليهودية، حيث نزلت المسيحية على يد يسوع، بينما كانت الهلنستية هي الثقافة والفلسفة اليونانية التي حملها بولس. وقد أدى المنهج التاريخي النقدي الذي قدمه باور إلى ظهور طريقة جديدة لفهم تاريخ المسيحية المبكرة. ومع ذلك، لم يتم قبول فكر باور بسهولة من قبل علماء اللاهوت المسيحيين اللاحقين، بسبب الجدل الذي أثاره. يرجى أن يُسْهِمَ هذا البحث في النقاش حول الأديان العالمية الكبرى، وخاصةً تاريخ المسيحية والرسل في المسيحية. ومع ذلك، لم تَخْلُ الباحثة من الأخطاء في بحثها، لذا ترجو أن يقوم الباحثون اللاحقون بمناقشة واستكمال هذا البحث ببحث أكثر تفصيلًا وشمولية