تعد كلمة الصبر من أكثر الكلمات التي ورد ذكرها في الآيات القرآنية، وهي من الأهمية بمكان بالنسبة للبشر لدرجة أن الكلمة ذكرت 123 مرة في عدة آيات وسور مختلفة. يركز البحث على صبر الأنبياء الخمسة أولو العزم، وهم النبي نوح، والنبي إبراهيم، والنبي موسى، والنبي عيسى، والنبي محمد صلى الله عليه وسلم، من خلال تسليط الضوء على الابتلاءات العظيمة التي وجهوها في تبليغ الدعوة. ويفسر سيد قطب الصبر بمعانٍ متعددة، وهي بمعنى الثبات والاستقامة وعدم الاعتراض على قدر الله، والصبر على تنفيذ الأوامر وطاعة الله. وقد وجدت الباحثة أن لكل نبي ابتلاءات في الدعوة وفي كل موقف، وصبر الرسول أولو العزم هو القدوة في مواجهة الابتلاءات سواء على المستوى الشخصي أو الجماعي. الغرض من هذا البحث هو تحليل طبيعة صبر الرسل أولي العزم استناداً إلى تفسير في ظلال القرآن لسيد قطب. ويركز البحث على هذا الكتاب باعتباره المصدر الرئيسي للوصول إلى الفهم الصحيح لمفهوم الصبر في تفسير القرآن الكريم. استخدمت الباحثة في هذا البحث في دراسة مكتبية (Library Research) مع عرض نتائج البحث بطريقة تحليلية وصفية عن صبر النبي أولو العزم في تفسير في ظلال القرآن لسيد قطب. وقد استخدمت الباحثة منهجاً موضوعياً بجمع الآيات التي تتحدث عن صبر النبي أولو العزم، ثم عرضها في تفسير في ظلال القرآن كأساس لفهم الآيات التي تتحدث عن الصبر. وفي هذا البحث أخذت الباحثة نتيجة من بحثها بأن رأي سيد قطب في صبر النبي أولو العزم في القرآن يدل على ثبات في مواجهت تحليات دعوة، وليس على سلبية إن الإيمان بالله وتضحية عنصران مهمان في مواجهة تحديات دعوة. وأكد سيد قطب أن النجاح النبي أولو العزم في تبليغ رسالته يعتمد بشكل كبير على صبر المبني على الإيمان القوي والجهد المتواصل. وبعد الانتهاء من هذا البحث يُقترح على القراء فهم الصبر في القرآن الكريم، وتطبيقه في الحياة الدينية وفي مواجهة تحديات الدعوة في الحياة المعاصرة، وخاصة في الدفاع عن القيم الإسلامية وسط الضغوط الاجتماعية والثقافية المختلفة. الكلمات الرئيسية: الصبر، أولي العزم، تفسير في ظلال القرآن، سيد قطب، دعوة الإسلام.