تُناقش أزمة النفس في سنّ المراهقة كشائعة ظاهرة، التي تقع في فترة التغيرات العاطفية والاجتماعية لدى الشباب، كثير من شباب اليوم لا يعرفون معنى حياتهم، فهم في حيرة في وضع الأمور أو القيام بها بعدل، كما أن الكثير منهم يطلبون الحرية فلا يريدون أن تحكمهم نُظُم سواء كانت من الدين أو المجتمع، وهم يقيسون السعادة والنجاح بالحياة الدنيا حتى يقومون بشتى الطرق للحصول على الأموال والسلطة. وفقًا للعطاس، فإن المجتمع الإسلامية تملك أدوات قادرة على تقديم التوجيه من خلال القيم الإسلامية الأزليّة، بينما الغزالي يقدم رؤية شاملة لفهم النفس وتحقيق السعادة الحقيقية التي ترتكز على معرفة الله. يهدف هذا البحث إلى تحليل مفهوم الإنسان الكامل عند الإمام الغزالي، واستكشاف أهميته كإطار لعلاج أزمة النفس لدى المراهقين، وتقديم حلول لتحقيق التوازن النفسي والروحي. اعتمد البحث على دراسة صوفية وبحث كيفي بمنهج البحث الوصفي التحليلي، حيث استُخدمت مصادر رئيسية مثل مؤلفات لإمام الغزالي (إحياء علوم الدين، أيها الولد، كيمياء السعادة)، بالإضافة إلى مصادر ثانوية من الكتب والبحوث السابقة. ركزت الباحثة على تحليل البيانات بنظر التصوف لإيجاد الصلة بين مفهوم الإنسان الكامل وأزمة النفس. أظهرت النتائج أن مفهوم الإنسان الكامل عند الغزالي يكون حلاً لتجاوز الأزمة النفسية للمراهقين، لأن هذا المفهوم يركز على معرفة النفس كخطوة مهمة لمعرفة الله تعالى وتحقيق السعادة الحقيقية. في خطوة معرفة النفس يقوم المراهق بأعمال وهي تزكية النفس، الفهم عن حقيقة الإنسان ودرجته بين المخلوقات، والهدف من حياته، ثم تكوين نفسه بالصفات المحمودة تصبح مقامات للوصول إلى معرفة الله. درجة معرفة الله هي السعادة للإنسان، وبسعادته وصل الإنسان إلى درجة الإنسان الكامل. يُعد مفهوم الإنسان الكامل أداة فَعَّالَة في مساعدة المراهقين على علاج أزمة النفس، حيث يوفر أساسا روحيًا وأخلاقيًا يحقق التوازن النفسي والاجتماعي. يمكن أن يكون هذا المفهوم مصدرا لتطوير برامج تعليمية وتربوية تستهدف تنمية الشباب. الكلمات الرئيسية: الإنسان الكامل، الغزالي، أزمة النفس، المراهقة.