من أساليب القرآن في كشف عن بياناته وجوانب معجزاته هي الأمثال. الأمثال جزء من الكلمات أو الكلمات الحكيمة التي تحتوي على حكمة يمكن أن تكون رسالة منها في شكل تشجيع أو تحفيز للإنسان من الله سبحانه وتعالى. إنّ إحدى النقاط الجوهرية لدراسة أمثال في هذه الدراسة هي أمثال الحياة الدنيا في القرآن الكريم. دراسة الأمثال في هذا البحث هو تشبيه الحياة الدنيا بالماء في القرآن الكريم. تم اختيار هذه الأمثال ليوضح حقيقة الدنيا بوضوح، وليحث الإنسان على الحذر من زخرفها وملذاتها التي قد تؤدي به إلى الهلاك. و في هذا البحث، تتم دراسة أمثال الحياة الدنيا في سورة يونس الآية ٢٤، وسورة الكهف الآية ٤٥، وسورة الحديد الآية ٢٠. وقد جاءت هذه الدراسة نتيجة قلة الأبحاث المتعمقة التي تناولت هذه الآيات من خلال الدراسة الدلالية والعلمية. بناءً على ما سبق، يهدف هذا البحث إلى تحليل أوجه التشابه بين الحياة الدنيا والماء في القرآن الكريم من خلال الدراسة الدلالية والعلمية، وذلك بكشف عن معنى الحياة الدنيا في القرآن الكريم من منظور دلالي، وبيان خصائص الماء في القرآن الكريم من منظور علمي، ثم الكشف عن أوجه التشابه بينهما. هذا البحث هو بحث مكتبي حيث يستخدم الباحث في تحليل البيانات المنهج الوصفي التحليلي، وفي جمع البيانات باستخدام المنهج التوثيق من المصادر الرئيسية أو الثناوية. و يستخدم الباحث الدراسة الدلالية والعلمية لحل الإشكاليات المطروحة في الدراسة. أظهرت نتائج البحث أن القرآن الكريم يعرض التشابه بين الحياة الدنيا والماء في خصائصها غير الدائمة، وقابليتها للتغيير السريع، وتأثيرها الكبير إذا استخدمت بشكل معتدل. وهذا التشابه يسلط الضوء على حقيقة أن الحياة الدنيا مؤقتة وديناميكية، ويحث الإنسان على التأمل في حقيقتها وعدم الانغماس و الغرور فيها. من خلال نتائج هذا التحليل، يدرك الباحث أن هذه الدراسة لم تصل إلى حد الكمال. ولذلك، يأمل أن يتمكن الباحثون القادمون من التعمق أكثر في دراسة آيات الأمثال المتعلقة بالحياة الدنيا، لا سيما من خلال الدراسة الدلالية والعلمية. نسأل الله أن يكون هذا البحث نافعًا.