القرآن الكريم هو معجزة خالدة منحها الله لرسوله. إن هذه المعجزة لا تقدم توجيهات روحية فحسب، بل تحتوي أيضًا على إشارات علمية تتوافق مع العلوم الحديثة. ومن بين هذه الإشارات، ما ورد في سورة الطلاق الآية 12، التي تتحدث عن خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن، وهو ما يتوافق مع الاكتشافات الحديثة التي تشير إلى أن الأرض تتكون من سبع طبقات بناءً على خصائصها الفيزيائية والكيميائية. وتُظهر هذه الحقيقة الإعجاز العلمي للقرآن الكريم الذي تم الإشارة إليه قبل أكثر من 14 قرنًا، مما يُلهم الإنسان لتعزيز إيمانه وفهم عظمة خلق الله. بناءً على هذه الخلفية، يهدف هذا البحث إلى دراسة حول طبقات الأرض بناءً على القرآن الكريم، والتفسير العلمي، والاكتشافات العلمية الحديثة، بهدف الكشف عن عظمة الله في خلق الكون كما ورد في سورة الطلاق الآية 12. هذا البحث يعتمد على دراسة مكتبية (Library Research)، حيث يستخدم الباحث المنهج الوصفي والتحليلي والاستقرائي للكشف عن تفسير طبقات الأرض بناءً على مجموعة من كتب التفسير وأبحاث العلماء المعاصرين. أما الإطار النظري المستخدم في هذا البحث فهو الإطار النظري الموضوعي العلمي، حيث يعتمد الباحث على مصادر وبيانات أولية وثانوية ذات صلة بموضوع طبقات الأرض في القرآن الكريم. عند المفسرين القدماء أو المفسرين المعاصرين هناك تفسيرات متنوعة حول طبقات الأرض كما وردت في سورة الطلاق الآية 12. وبحسب المفسرين القدماء مثل الإمام القرطبي، هناك رأيان: الأول يرى أن الأرض تتكون من سبع طبقات منفصلة، تفصل بينها مسافات شبيهة بالمسافات بين السماوات، وكل طبقة مأهولة بمخلوقات لا يعلمها إلا الله. أما الرأي الثاني فيرى أن السبع طبقات متصلة ببعضها دون فراغات، ولكن تفصلها بحار عظيمة. أما المفسرون المعاصرون، فيرون أن القرآن الكريم لم يذكر تركيب الأرض بشكل تفصيلي، لكن الأبحاث العلمية تشير إلى أن الأرض تتكون من طبقات ذات خصائص فيزيائية وكيميائية مختلفة. وبناءً على الدراسات الجيوفيزيائية، يمكن تقسيم الأرض إلى ثلاث طبقات رئيسية: القشرة، الوشاح، واللب. ومع ذلك، يمكن تقسيم الأرض إلى سبع طبقات: القشرة الأرضية، الغلاف الصخري، الغلاف الموري، المنطقة الانتقالية، الوشاح الداخلي، اللب الخارجي، واللب الداخلي. وفي ختام هذا البحث، يقر الباحث بوجود قصور في الدراسة والكتابة، مما يعني أنها ليست خالية من النقص. لذلك، يأمل الباحث أن يبحث الباحثون القادمون دراسة طبقات الأرض في القرآن الكريم بشكل أعمق وأشمل. نسأل الله أن ييسر لنا جميع الأمور.