القرآن الكريم هو كتاب مقدس لا يعمل فقط كدليل روحي، بل يحتوي أيضًا على إشارات علمية متنوعة تتوافق مع العلوم الحديثة. ومن بين المجالات التي حظيت باهتمام في القرآن الكريم هو علم المحيطات، الذي يشمل الظواهر الطبيعية مثل تيارات البحر، الأمواج، وتفاعل النظم البيئية البحرية. الآيات التي تتناول علم المحيطات تشكل دليلًا على إعجاز القرآن الذي يتجاوز عصره. وقد قام زغلول النجار، وهو عالم من المفسرين في التفسير العلمي بدراسة هذه الآيات من خلال المنهج العلمي لكشف العلاقة بين الوحي الإلهي والاكتشافات العلمية الحديثة. لذلك، تهدف هذا البحث إلى تحليل الآيات القرآنية المتعلقة بعلم المحيطات بناءً على التفسير العلمي الذي قدمه زغلول النجار. ومن المتوقع أن تسهم هذه الدراسة في تعزيز الفهم الموضوعي للقرآن الكريم، لا سيما في دمج العلوم مع القيم الإسلامية. تهدف المناقشة في هذا البحث إلى تحقيق عدة أهداف، منها معرفة تفسير زغلول النجار في كتاب "تفسير الآيات الكونية في القرآن الكريم" للآيات المتعلقة بعلم المحيطات، ومعرفة مدى ارتباط النظريات العلمية بتفسير زغلول النجار لهذه الآيات. في تنفيذ هذا البحث، استخدم الباحث منهج البحث المكتبي (Library Research) لدراسة تحليل تفسير الآيات المتعلقة بعلم المحيطات في القرآن الكريم. ولجمع وتحليل البيانات، استخدم الباحث طريقتين، هما الوصفية والتحليلية، حيث يجمع الباحث الكتب وتحليل أقوالها من المصادر ذات الصلة، ومن خلال التحليل تم حل الإشكإلىات المدروسة بالنسبة إلى لأفكار زغلول النجار في تفسيره الذي يشكل محور هذه الدراسة. خلاصة هذا البحث هي أن هناك أربعة ظواهر علم المحيطات التي وردت في القرآن الكريم. الظاهرة الأولى هي ظاهرة الظلام في أعماق البحار، التي تشرح نظرية ضوء الشمسي التي لا تستطيع اختراق أعماق البحار، مما تؤدي إلى الظلام في قاع البحر. ثم ظاهرة النار في قاع البحر، التي تفسر الظواهر البركانية تحت البحار. بعد ذلك، ظاهرة البحرين اللذين لا يمتزجان في مضيق جبل طارق، حيث يوجد بحرين بمستويات ملوحة مختلفة، وبالتإلى لا يختلطان بالرغم من تلامسهما. وأخيرًا، ظاهرة النهر تحت البحر، التي تحدث نتيجة التقاء مياه البحر والمياه العذبة التي لا يمكن أن تختلط، مما يؤدي إلى استمرار تدفق تيار النهر تحت البحر. جميع هذه الظواهر تمثل دليلاً على توافق آيات القرآن الكريم مع الظواهر الطبيعية، التي لم تكن معروفة في وقت نزول القرآن. هذه هي الخلاصة التي تم التوصل إلىها من هذا البحث. ويعترف الباحث بوجود العديد من النواقص في الدراسة والكتابة التي لم تكتمل بعد. لذلك، يأمل الباحث أن يقوم الباحثون القادمون بدراسة القضايا المتعلقة بالآيات الكونية في القرآن الكريم بشكل أفضل وأكثر كمالًا.