المجاز اللغوي من عنصر أساسي في الشعر، فهو يمنح القصيدة قوة تعبيرية فريدة، ويساهم في رسم الصور الشعرية الحية، فيتمكن الشاعر من تجاوز حدود اللغة المباشرة، ليخلق معاني مبتكرة ومؤثرة، تجعل القصيدة أكثر جمالا وعمقا، وتأثيرا في المتلقي. والقصيدة "الهمزية النبوية" لأحمد شوقي، التي تعتبر من عيون الشعر العربي في مدح النبي صلى الله عليه وسلم، حيث استخدم شوقي المجازات اللغوية لتصوير عظمة الرسول وجمال صفاته. يسعى هذا البحث إلى الإجابة عن سؤالين، ما هي المجاز المرسل الواردة في القصيدة "الهمزية النبوية" لأحمد شوقي؟ وما الأسرار البلاغية لشواهد المجاز اللغوي في القصيدة "الهمزية النبوية" لأحمد شوقي؟ ومن هاتين مسألتين يهدف هذا البحث لكشف عن المجاز اللغوي الواردة في القصيدة "الهمزية النبوية" لأحمد شوقي وأسرارها البلاغية. تم إجراء هذا البحث باستخدام منهجية الدراسة المكتبية، حيث تم الاعتماد على منهج كيفي مع التطبيق الفعال للطريقة الوصفية التحليلية. في تحليل البيانات، تم استخدام المناهج الوصفية والقياسية، بالإضافة إلى التحليل البلاغي للمحتوى. وتركز من خلال تلك المناهج جمع أبيات القصيدة "الهمزية النبوية" التي تتضمن المجاز اللغوي حيث يتم تحليلها وشرحها وصفيا ودراسة أسرارها البلاغية ثم تدوينها حسب قسمي المجاز اللغوي. ومن نتائج هذه الدراسة فاشتملت هذه القصيدة نوعين من المجاز اللغوي وهي الاستعارة والمجاز المرسل، فتفصيلها كالآتي: الاستعارة 57 شاهد، والمجاز المرسل ٢1 شاهد. فتحتل الاستعارة المرتبة الأولى من حيث الكثرة. ومن أقسام الاستعارة على النحو التالي: التصريحية 19 شاهد، والمكنية 38 شاهد، والأصلية 32 شاهد، والتبعية 25 شاهد، والمرشحة شاهدين، والمجردة 4 شواهد، والمطلقة 51 شاهد. والنظر إلى أقسام المجاز المرسل من حيث العلاقة على النحو التالي: المحلية 9 شواهد، والجزئية 10 شواهد، والآلية شاهد وحد، والسببية شاهد واحد. وتتنوع الأسرار البلاغية على النحو التالي: للاستعارة 19 شاهد في التجسيم، وفي التشخيص 21 شاهد، وفي التوضيح وحسن البيان 14 شاهد، و3 شواهد في المبالغة. وأما للمجاز المرسل 3 شواهد في المبالغة، 18 شاهد في التحقيق الأغراض المعينة. وشيوع الاستعارة لكونها أدق أساليب البيان تعبيراً، وأرقها تأثيراً، وأجملها تصويراً، وأكملها تأدية للمعنى، تلعب الاستعارة دورا فعال في إبراز عظمة النبي ورفعته، والتعبير عن المشاعر الدينية العميقة له، كما تساهم في تجسيد المعاني وتوضيحها للقارئ، مما يجعل الصفات النبوية أكثر حسية وقربا للفهم. توصي الباحثة: (۱) للمهتمين بالدراسات البلاغية بقراءة الكتب المتعلقة بالمجاز اللغوي، سواء كانت ذلك من الناحية النظرية أو التطبيقية واستكشاف المصادر التي تقدم رؤى وافية حول هذا المجال المتنوع، (۲) للباحثين القادمين أن يقوموا بدراسة المجاز اللغوي في مختلف القصيدة بشكل أدق وأكثر استفاضة والكشف عن الأسرار البلاغية الكامنة فيها.