خلفية هذا البحث تنطلق من فهم المجتمع الذي يميل إلى حصر معنى "النظر" في مجرد الرؤية بالعين، بينما في القرآن الكريم، تحمل هذه الكلمة سياقًا أوسع. ومن خلال جمع الآيات التي تحتوي على كلمة "النظر". و أمل تحديد المسالة الذى سيشرح فيها مفهوم النظر عند ابن عطية فى تفسيره المحرر الوجيز لما تضمنه من آيات القرآن. في هذا البحث، اعتمد الباحث على تفسير المحرر الوجيز مرجعًا رئيسًا، وقد اختار هذا التفسير نظرًا لتميّز ابن عطية في علم التفسير، ولِما يتّسم به من سَعة في الطرح وعمق في التحليل. وهذا ما يجعل تفسيره وفكره متميزَين عن غيره من التفاسير والآراء التفسيرية الأخرى. وابن عطية قدم شرحًا عميقًا لمعنى النظر في تفسيره المحرر الوجيز. تمثل هذه الدراسة أهمية للتعمق في فهم مفهوم النظر عند ابن عطية، خاصة من منظور الدراسة الموضوعية. لذلك، تهدف هذه الدراسة إلى تحليل مفهوم النظر في القرآن الكريم عند ابن عطية في تفسيره المحرر الوجيز من منظور دراسة التفسير الموضوعي. في تحليل البيانات، استخدم الباحث المنهج الوصفي لوصف كلمة النظر، واستخدم المنهج التحليلي لتحليل كلمة النظر لفحص توافق كلمة النظر مع إعجاز اللغة في علم البلاغة في كل آية تحتوي على كلمة النظر. تقنية جمع البيانات المستخدمة هي الطريقة الوثائقية، مما يجعلها جزءا من دراسة المكتبات (البحث المكتبي)، وقد تمت معالجتها باستخدام إطار نظرية التفسير الموضوعي. أظهرت نتائج البحث أن كلمة النظر التي فسّرها ابن عطية في تفسيره تحتوي على أربعة معاني: الأول، النظر بمعنى النظر بالأبصار. والثاني، النظر بمعنى الانتظار. والثالث، النظر بمعنى التأخير. والرابع، النظر بمعنى النظر بالقلب، والاعتبار، والتأمل، والتفكر. وهذا التفسير يتوافق مع أقوال المفسرين الآخرين مثل ابن عاشور، والمراغي وغيرهما. هذه الدراسة ما زالت غير مكتملة في مناقشة كلمة النظر كما فسّرها ابن عطية وتوافقها مع جوانب البلاغة. لذلك، يدعو الباحث الباحثين المقبلين لدراسة التوجيه البلاغي للكلمات الأخرى بهدف توسيع وتعميق هذه الدراسة. ويأمل الباحث أن أن تصحح وتحسن وتكمل النواقص في هذه الدراسة. الكلمات الرئيسية: النظر، ابن عطية، التفسير الموضوعي.