تتناول هذه الرسالة الجامعية مفهوم الوحي والنبوة عند محمد عبده، وهو مفكر إسلامي حديث قدّم إسهامًا مهمًّا في الفهم الديني العقلاني والسياقي. وتهدف هذه الدراسة إلى تحليل أفكار عبده حول الوحي والنبوة كما وردت في مؤلفه رسالة التوحيد. ومن بين القضايا المهمة التي تقف خلف هذا البحث: تحديات الحداثة، الجدل حول دور العقل والوحي، اختلاف المناهج في فهم التعاليم الدينية، وكذلك جهود تجديد الفكر الإسلامي التي كان عبده رائدًا فيها. ومن خلال تسليط الضوء على هذه القضايا، يُؤمَل أن يقدّم البحث فهمًا أعمق لسياق فكر عبده ولأهمية أفكاره في معالجة القضايا المعاصرة التي يواجهها المسلمون. هدف هذه الدراسة إلى تحليل وفهم وشرح معنى الوحي والنبوة وفقًا لمحمد عبده، وكشف العلاقة بين الوحي والنبوة بالرجوع إلى كتاب رسالة التوحيد. نوع هذا البحث هو البحث المكتبي، أي جمع البيانات والمعلومات من مختلف الأدبيات مثل الكتب والمجلات والمقالات العلمية، والوثائق الأخرى ذات الصلة بالموضوع. تستخدم هذه الرسالة الدراسة الفلسفية، وهي نهج يهدف إلى فهم المفاهيم الأساسية من خلال التحليل النقدي والعقلاني لأفكار الشخصيات. الطريقة المستخدمة هي الوصفية-التحليلية. تم الحصول على البيانات الرئسية من كتاب رسالة التوحيد لمحمد عبده. أما البيانات الثانوية فهي مستمدة من الأدبيات ذات الصلة بموضوع البحث. تبحث هذه الدراسة أيضًا في مقارنة أفكار عبدو مع أفكار علماء آخرين لفهم مفهوم الوحي والنبوة. تظهر نتائج البحث أن أفكار محمد عبدو في كتاب "رسالة التوحيد" تساهم بشكل كبير في الفهم العقلاني لمفهوم النبوة والوحي. يؤكد عبدو أن الهدف الرئيسي من النبوة هو توجيه البشر نحو الفهم الصحيح لله والحياة الآخرة، بالإضافة إلى إتمام الأخلاق وإقامة العدالة الاجتماعية. النبوة عنده لا تكون صحيحة إلا من خلال الوحي الذي يصبح حقيقة إلهية، بينما العقل يعمل على فهم علامات الحقيقة دون أن يتعارض مع الوحي. الوحي يُفهم على أنه إلهام سريع، صحيح، ويُعتقد أنه من الله، يختلف عن الحلم الذي مليء بالتفسيرات. عبد الله يؤكد على صفات النبوة مثل الصدق، الأمانة، التبليغ، والفطنة، ويقسم مكانة النبي كحامل للشريعة، ومبلغ للرسالة، وقائد روحي. علاوة على ذلك، يؤكد أن الإيمان بالنبي ليس مجرد تقليد، بل يستند إلى دليل عقلاني ووعي فكري، مما يجعل النبي قدوة أخلاقية وفكرية وروحية. وأخيرًا، اعترف الباحث أن بحثه ما زال يحتوي على كثير من النقص، ولذلك يتمنى الباحث أن يتلقى ملاحظات وتصحيحات من مختلف الجوانب حتى يكون لهذا البحث قيمة عظيمة. كما يرجو الباحث أن يُستكمل هذا الموضوع من قِبَل الباحثين القادمين بشكل أفضل وأكثر تركيزًا. آمين.