Thesis
Published
النقد عن عمليّة التنجيم بمفهوم القدر عند الإمام أبي منصور الماتريدي
Abstract
ينبع هذا البحث من تزايد ممارسة التنجيم في المجتمع التي تسعى إلى كشف المستقبل من خلال النجوم. تثير هذه الممارسة إشكالياتٍ كلامية لتعارضها مع مفهوم القدر في الإسلام، الذي يؤكد أن كل شيء يحدث بإرادة الله سبحانه وتعالى ومشيئته. تشير هذه الظاهرة إلى فهم منحرف لمفهوم القدر، مما يستدعي مراجعةً نقديةً تستند إلى وجهات نظر علماء الإسلام. في هذا السياق، يُعدّ الإمام أبو منصور الماتريدي شخصية بارزة، إذ تُؤكد أفكاره حول القدر على التوازن بين إرادة الله ومشيئة الإنسان.
يهدف هذا البحث إلى: الكشف عن النقد بعملية التنجيم بمفهوم القدر عند الإمام أبي منصور الماتريدي.
يستخدم هذا البحث الدراسة الكلامية، أي الدراسة التي تتناول التعاليم والمفاهيم الدينية بالاعتماد على القرآن والحديث والكتاب التراث، من أجل تفسير العقائد بطريقة منهجية وعقلانية. كما يعتمد هذا البحث على المنهج الكيفي الذي يركّز على فهم المعاني والآراء والتجارب الإنسانية تجاه ظاهرة معيّنة بعمق، لا من خلال الأرقام والإحصاءات، بل بواسطة الوصف والتفسير، بهدف استكشاف القيم والمعاني الكامنة فيها. إضافة إلى ذلك، استخدم هذا البحث منهج الدراسة المكتبية (البحث المكتبي)، أي جمع وتحليل البيانات من مختلف المصادر المكتوبة، للحصول على الأساس النظري الذي يدعم موضوع البحث. وتعتمد المصادر الأساسية للبحث على مؤلفات الإمام أبي منصور الماتريدي، وخاصة كتاب التوحيد، إلى جانب المراجع الثانوية التي تشمل الكتب الكلاسيكية والمعاصرة التي تناولت قضيّة القدر وعلم النجوم. أما المنهج المستخدم فهو المنهج الوصفي و التحليلي والنقدي، وذلك من خلال تتبّع المفاهيم الأساسية المتعلّقة بالقدر وعملية التنجيم.
وتشير نتائج البحث إلى ما يلي: أولا، يرى الإمام الماتريدي أن القدر هو توازن بين سلطان الله المطلق باعتباره الخالق لكل شيء، ومسؤولية الإنسان عن أفعاله من خلال القدرة (الكسب). كما رفض الماتريدي الآراء المتطرفة، سواء من الجبريّة الذين ينكرون دور الإنسان، أو من القدريّة والمعتزلة الذين ينفون قدرة الله ومشيئته. ثانيا، يوضّح البحث أن التنجيم هو محاولة لمعرفة الغيب بالاعتقاد بتأثير الكواكب والنجوم على حياة الإنسان. وينقسم التنجيم عموماً إلى قسمين: التنجيم الاستدلالي (علم التأثير) و التنجيم الحسابي (علم التسيير)، في نظر الإمام الماتريدي، فإن التنجيم الاستدلالي مرفوض لأنه يتعارض مع مفهوم القدر والتوحيد، إذ إن الله وحده هو الذي يقدّر مصير المخلوقات. أما التنجيم الحسابي فهو مقبول، لأنه يقوم على الملاحظة العقلية لخلق الله تعالى. فالنشاطات مثل تحديد أوقات الصلاة واتجاه القبلة تعبّر عن دور العقل في فهم سنن الله في الكون، وذلك يتّسق مع مفهوم الكسب الذي يؤكد أن سعي الإنسان وإرادته تجريان ضمن مشيئة الله تعالى.
ويدرك الباحث أن هذا البحث لم يبلغ درجة الكمال، لأنه ما زال محدودا في نطاق الدراسة النظرية دون تحليل تجريبي أو مقارنة كلامية واسعة. ومع ذلك، يأمل الباحث أن يكون هذا البحث أساسا لتطوير دراسات لاحقة حول أهمية فكر الإمام الماتريدي في تعزيز العقيدة الإسلامية ومواجهة مظاهر التنجيم الحديثة.
Publication Details
InstitutionUniversitas Darussalam Gontor
DepartmentAqidah Filsafat Islam
SubjectsB Philosophy. Psychology. Religion > BT Doctrinal Theology
B Philosophy. Psychology. Religion > BV Practical Theology
B Philosophy. Psychology. Religion > BV Practical Theology
Keywordsالكلمات الرئيسية : القدر، أبو منصور الماتريدي، التنجيم.
Item ID8011
Deposited10 Dec 2025 13:38