الدخان هو أحد الظواهر المذكورة في القرآن الكريم كإشارة ليوم القيامة، وتعددت التفسيرات حول معناه. فبعض المفسرين يرون أنه ضباب يشبه السحاب يغطي الأرض، بينما يذهب أبو القاسم الكرماني في كتابه "غرائب التفسير وعجائب التأويل" إلى أنه يرمز إلى الجوع الشديد الذي أصاب قريش في زمن القحط، حيث أكلوا العلهز والجيف ورأوا في الهواء ما يشبه الدخان بسبب ضعف بصرهم. وعلى الجانب الآخر، يرى الشيخ عبد المجيد بن محمد الوعلان في كتابه "الدلالات العقدية للآيات الكونية" أن الدخان هو علامة كونية مستقبلية لم تظهر بعد وستقع قرب يوم القيامة. هذا الاختلاف في التفسيرات يُبرز الحاجة إلى دراسة معمقة لهذه الظاهرة، خاصة من خلال آراء الإمام فخر الدين الرازي في كتابه التفسير "مفاتيح الغيب"، حيث لم يتم تناولها بشكل كافٍ. فهم هذه الظاهرة ليس مهماً فقط للباحثين بل للمجتمع بأسره، حيث يمكن أن يفتح الباب أمام إدراك جديد لما قد يحدث في يوم القيامة. فيهدف هذا البحث إلى التعرف على مفهوم الدخان كما رآه الإمام فخر الدين الرازي في تفسيره للقرآن الكريم. من خلال هذا البحث، يسعى الباحث إلى توضيح كيفية تفسير الرازي لهذه الظاهرة الكونية التي ذُكرت كعلامة من علامات يوم القيامة، مع تسليط الضوء على آرائه وتحليلها. يهدف ذلك إلى تقديم فهم أعمق لمعاني الآيات القرآنية المتعلقة بالدخان والمساهمة في إثراء الدراسات القرآنية. واعتمد البحث على منهجية وصفية تحليلية من خلال الدراسة المكتبية، باستخدام مصادر تفسيرية رئيسية وثانوية، بما في ذلك كتاب "التفسير الكبير" للإمام الرازي. وتركز الدراسة على تحليل موضوعي للآيات المتعلقة بـ"الدخان"، مع مقارنة وجهات النظر بين العلماء لإثراء النقاش. من هذا البحث استنتج الباحث إلى الاستنتاجات: من هذه الكتابة يمكن أن يستنتج الباحث ما يلي: رأى الإمام فخر الدين الرازي فى الدخان أن الدخان هو معنيين : الأول, بأن الدخان هو علامة من علامات القيامة, والثاني: بأن الدخان هو القحط الشديد الذي وقع بمكة. فينبغي للمسلمين أن يوازنوا في دراسة الآيات القرآنية بين الأمور المشروعة مثل العقيدة والفقه والأخرويات، مع إعطاء اهتمام خاص للآيات الكونية، وخاصة مفهوم الدخان، باعتباره من الدلائل على وجود الله. كما يجب على الأكاديميين إدراك أن التوافق بين القرآن والعلم الحديث ليس شاملاً، إذ إن هناك أمورًا في القرآن تتجاوز الفهم العلمي وتشكل أسرارًا إلهية تدعونا للتأمل في إرادة الله. ولذا، يُنصح الباحثون بمواصلة البحث في هذه المواضيع لإثراء المعرفة، مع العلم أن هذا البحث لن يكون شاملاً، وندعو القراء للتفاعل معه وتطويره