إن يوم القيامة هو ركن من أركان الإيمان في الإسلام، وهو يصور نهاية الحياة الدنيا وبداية الحياة الأبدية في الآخرة. إن الإيمان بيوم القيامة يعلم المسؤولية الأخلاقية، ويقوي الإيمان بالله سبحانه وتعالى، كما يقدم إنذارا عن دمار الدنيا وجزاء أعمال الإنسان. إن تصوير يوم القيامة في تفسير ابن عاشور يهدف إلى توجيه الإنسان إلى طاعة الله سبحانه وتعالى، والاستعداد للآخرة. وأما أحد المحاور الرئيسية التي ركزت عليها الدراسة في هذا البحث فهو المقاصد الدينية من يوم القيامة في القرآن الكريم عند محمد الطاهر ابن عاشور. وقد تم اختيار ابن عاشور لما يتميز به من بحث واسع وعميق حول يوم القيامة في القرآن الكريم. يهدف هذا البحث إلى الكشف عن المقاصد الدينية من مشاهد القيامة في القرآن الكريم وفق تفسير محمد الطاهر ابن عاشور في كتابه التحرير والتنوير. في دراسة هذا البحث، اعتمدت الباحثة على نوع البحث المكتبي واستخدم المنهج الوصفي التحليلي، وكذلك تقنية جمع البيانات من خلال التوثيق، بينما كان المنهج المستخدم في البحث هو المنهج الموضوعي. أظهرت نتائج البحث أن المقاصد الدينية من مشاهد القيامة في القرآن الكريم عند محمد الطاهر ابن عاشور هي التأكيد على يقين وقوع أحداث رهيبة ومخيفة. يصور القرآن الكريم دمار الأرض بصورة واضحة جدا، مثل الجبال التي تنهار وتصير كالغبار المتناثر، والناس الذين ينتشرون كالفراش المبثوث، والقمر الذي يفقد ضوءه. وعندما ينفخ الملك إسرافيل في الصور، يبعث جميع الناس من قبورهم ويأتون جماعات جماعات ليحاسبوا على أعمالهم خلال حياتهم في الدنيا. ومن هنا، فإن المقاصد الدينية من مشاهد يوم القيامة هو تنبيه الناس إلى هول هذه الأحداث، التي تعد دليلا قاطعا على عظمة وقدرة الله سبحانه وتعالى. ويهدف هذا التصوير إلى تحفيز وعي الإنسان ليديم فعل الخير، ويزيد من أعماله الصالحة، ويستعد لمواجهة الحياة الأبدية في الآخرة. أملت الباحثة أن يكون هذا البحث مفيدا ويسهم في خدمة الأمة سواء في المجال الأكاديمي كإضافة علمية لفهم المقاصد الدينية من يوم القيامة، أو في المجال غير الأكاديمي كتحريك قلوب القراء لتعزيز يقينهم بوجود يوم القيامة.