تتناول هذا البحث مفهوم الذرية الصالحة كما يتجلى في دعاء النبي إبراهيم عليه السلام، والذي خُلِّد في القرآن الكريم. تتمثل مشكلة البحث في غفلة كثير من الآباء عن تربية أبنائهم، حيث يؤدي الانشغال المفرط بالعمل إلى عدم قدرتهم على متابعة نمو أطفالهم ومعرفة مواهبهم وقدراتهم. ونتيجة لذلك، تُهمل تربية القيم الدينية والأخلاقية في الأسرة، مما يؤدي إلى ضعف العلاقة العاطفية بين الوالدين والأبناء، وظهور جيل يفتقد إلى البوصلة في بناء إيمانه وأخلاقه. تهدف هذا البحث إلى تحليل معنى الذرية الصالحة في دعاء النبي إبراهيم عليه السلام وفهم مدى ارتباطه بتربية الأطفال. يظهر من دعائه أن تكوين الجيل الصالح ليس مجرد أمنية فردية، بل هو أمانة لبناء حضارة قائمة على القيم التوحيدية. يعتمد البحث على المنهج النوعي الكيفي باستخدام مقاربة التفسير الموضوعي، حيث تم جمع البيانات من خلال مراجعة الأدبيات وتحليل الآيات القرآنية ذات الصلة للكشف عن الأنماط والرسائل المتسقة حول مفهوم الذرية الصالحة. تشير نتائج البحث إلى أن مفهوم الذرية الصالحة يرتكز على ثلاثة جوانب رئيسية: (1) الالتزام بالعبادة، (2) التحلي بالأخلاق الفاضلة، و(3) الإيمان بالله والخضوع له. ويُعَد دعاء النبي إبراهيم عليه السلام أساسًا للتربية القائمة على التوحيد، حيث يؤكد دور الوالدين في تنشئة الأبناء وأهمية البيئة الأسرية الصالحة. كما شدد المفسرون على أن القدوة التي يقدمها الآباء تلعب دورًا أساسيًا في غرس هذه القيم. بناءً على ذلك، يوصي البحث بتطوير مناهج تعليمية مستوحاة من القيم القرآنية، تجمع بين الجوانب الروحية والأخلاقية والعلمية، بهدف تكوين جيل صالح يسهم في بناء المجتمع. ومع ذلك، يدرك الباحث أن هذا البحث لا يخلو من بعض القصور، ولذلك يأمل أن يتم استكماله وتطويره في المستقبل. الكلمات الرئيسية: الذرية الصالحة، دعاء النبي إبراهيم، التفسير الموضوعي