في عام ٢٠٢٣-٢٠٢٤، اشتد النزاع في السودان مرة أخرى بسبب التوتر بين الجيش وقوات الدعم السريع شبه العسكرية بعد الإطاحة بالرئيس عمر حسن البشير. وقد تفاقمت هذه الأزمة نتيجة تصعيد الصراع بسبب تدخل دولة الإمارات العربية المتحدة. يهدف هذا البحث إلى تحليل تأثير تدخل الإمارات العربية المتحدة على الأزمة الإنسانية في السودان، وكذلك تداعياته الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا. يعتمد البحث على المنهج النوعي بأسلوب وصفي تحليلي، مع استخدام مقاربة التدخل الإنساني من منظور الواقعية كإطار رئيسي للتحليل. وتشمل تقنية تحليل البيانات في هذا البحث جمع البيانات، تصفيتها، معالجتها، عرضها، ثم استخلاص النتائج. وقد استندت البيانات إلى مصادر ثانوية، مثل المجلات الأكاديمية، والمقالات العلمية، والكتب، والوثائق الدولية، والتقارير الإخبارية ذات الصلة، بالإضافة إلى شهادات المتأثرين بالنزاع.وتُظهر نتائج هذا البحث أن تصعيد الصراع في السودان بسبب التدخل الإماراتي أدى إلى بروز عاملين رئيسيين، وهما: الجغرافيا السياسية والأزمة الإنسانية. فمن الناحية الجيوسياسية، ساهم التدخل الإماراتي في زيادة عدم الاستقرار السياسي في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا. كما عزز التدخل الإماراتي تصعيد النزاع وتشكيل حرب بالوكالة تورطت فيها عدة أطراف دولية، مثل: المملكة العربية السعودية، ومصر، وروسيا، وتشاد، وتركيا. وقد أدى هذا التدخل الخارجي إلى تفاقم الأوضاع وزيادة انتهاكات حقوق الإنسان.أما من الناحية الإنسانية، فقد تجلى تأثير التدخل الإماراتي في السودان من خلال الأزمة الإنسانية المتفاقمة، حيث تزايد عدد الضحايا بسبب الحرب والمجازر العرقية، إلى جانب الأزمات الاقتصادية والغذائية والصحية، وأزمة اللاجئين الناجمة عن النزاع المستمر.وبناءً على ذلك، فإن التدخل الإماراتي في السودان لم يؤدِّ إلى إطالة أمد الصراع فحسب، بل أصبح أيضًا تهديدًا لاستقرار منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا بشكل أوسع. ويسلط هذا البحث الضوء على كيفية تأثير التدخلات الخارجية في الدول التي تعاني من النزاعات، مما يزيد من تفاقم الأزمات الإنسانية وعدم الاستقرار الإقليمي والدولي.