يتناول هذا البحث مفهوم الدعاء من خلال تحليل هذا المفهوم في سياق القصتين القرآنيتين لنبي الله زكريا والسيدة مريم عليهما السلام، كما ورد في تفسير المصباح للدكتور قريش شهاب، وذلك من خلال البعدين التربوي والإيماني. كما يسعى البحث إلى بيان كيف يعكس مفهوم الدعاء العلاقة بين العبد وربّه، وكيف يرتبط الدعاء باليقين، والإخلاص، والتوكل على الله. هدف هذا البحث هو فهم وتفسير مفهوم الدعاء كما يتجلى في قصة نبي الله زكريا وسيدة مريم عليهما السلام. ويتضح من تفسير "المصباح" للدكتور محمد قريش شهاب أن الدعاء في هذه القصة هو دعاء خاشع مخلص، نابع من يقين عميق بالله تعالى وبقدرته على تحقيق المعجزات. ويتصل هذا الدعاء بمشاهدة كرامات الله، ويعبّر عن رجاء صادق في استجابة الله وطمأنينة تغمر القلب. كما يتميز هذا الدعاء بأنه يُرفع إلى الله تعالى في سرية وخفاء، تعبيرًا عن الحاجة العميقة والتسليم الكامل له. في هذا البحث، استخدم الباحثة المنهج الوصفي مع اقتراب التفسير التحليلي وكذلك منهج التحليل لفهم العلاقة بين موضوع الدراسة وسياقه، مما يُتوقع أن يُسهم في تطوير العلوم والممارسات في المجال المدروس. أما مصادر البيانات فهي بحث مكتبي (Library Research)، يهدف إلى تحليل البيانات بشكل منهجي من خلال دراسة الأدبيات، وكتب التفسير، والمراجع العلمية ذات الصلة بموضوع نبي الله زكريا وسيدة مريم عليهما السلام عند قريش شهاب في التفسير المصباح. عد الانتهاء من دراسة قصة أصحاب القرية، توصّل الباحث إلى نتائج مفادها أن الدعاء في قصتي نبي الله زكريا والسيدة مريم عليهما السلام يعكس عمق العلاقة بين العبد وربه. فالدعاء ليس مجرد طلب، بل هو أيضًا تعبير عن الإيمان، والإخلاص، والتوكل على الله. دعا نبي الله زكريا ربه وهو موقن بالإجابة، رغم أن ذلك يبدو مستحيلًا من الناحية المنطقية، مما يبيّن أهمية الصبر والثقة في وعد الله. أما السيدة مريم، فقد رفعت دعاءها في لحظة شدة، معبّرة عن تسليمها الكامل وثقتها المطلقة بعون الله. وتؤكد هاتان القصتان أن الدعاء وسيلة للتقرب إلى الله، ودليل على حاجة الإنسان المستمرة إلى رحمته ومساعدته في جميع الأحوال تدرك الكاتبة أن هذا البحث لم يبلغ درجة الكمال وما زال يحتوي على العديد من النواقص. لذلك، تأمل الكاتبة أن يكون هذا البحث نقطة انطلاق لأبحاث لاحقة، بحيث يمكن استخلاص المزيد من الدروس وإنتاج أبحاث أفضل في المستقبل. آمين. الكلمات المفتاحية : قريش شهاب، الدعاء، نبي الله زكريا وسيدة مريم