منذ بداية الحضارة، كان الرئاسة ركيزة أساسية في تطور الأمة. ولكن، في الممارسة العملية، غالبًا ما نجد أن هناك رئيس يعطون الأولوية للسلطة من خلال تجاهل القيم الأخلاقية بطريقة مثلى حتى لو استخدموا وسائل غير تقليدية. ونتيجة لذلك، فإن هذه الحالة تضر بالبنية الاجتماعية وتعرض توازن حياة الناس للخطر ويفقد الرئاسة تشريعاتهم أمام الشعب. يهدف هذا البحث إلى استكشاف مفهوم أخلاقيات رئيس الدولة وفقًا للفارابي، وهو عالم وفيلسوف درس السياسة، كرد على ظاهرة الرئاسة التي غالبًا ما تتجاهل القيم الأخلاقية. هذا البحث عبارة عن بحث مكتبي(Library Research) بمنهج فلسفي، ومناقشة أبجديات أخلاقيات الرئيس. ولتحقيق نتائج البحث، استخدم الباحث المنهج الوصفي التحليلي. المنهج الوصفي لشرح الرئاسة عند الفارابي استناداً إلى الأخلاق. أما المنهج التحليلي فهو تحليل أخلاقيات الرئيس عند الفارابي حتى يكون وسيلة للتغلب على الرئاسة الذين لا يهتمون بالأخلاق. وينتج عن هذا البحث نتيجة مفادها أن الرئيس يجب أن يتحلى بالصفات الأخلاقية النبيلة، أي الأخلاق العالية وانعكاس النزاهة والتقوى والمثالية، والتي تعتبر معايير مثالية في السلوك الإنساني. إن وصف الرئيس المثالي عند الفارابي يتماشى مع الإسلام، فعلى الرغم من أن الفارابي فيلسوف كلاسيكي إلا أنه لا يزال من الممكن قبوله وتطبيقه من قبل مختلف الفئات، بما في ذلك القادة المعاصرون. ومن المتوقع أن يُقدم هذا البحث، على الرغم من كل محدوديته، إسهامًا إيجابيًا في تطوير دراسات أخلاقيات الرئاسة، لاسيما من منظور إسلامي. ويوصى بإجراء المزيد من البحوث لدراسة مبادئ أخلاقيات الرئاسة بشكل أعمق، وذلك لإنتاج رئيس لا يتمتعون بالكفاءة الفكرية فحسب، بل يتمتعون أيضًا بنزاهة أخلاقية قوية. الكلمات الرئيسية: الفرابي، الأخلاق، الرئيس