خلق الإنسان بقدرات عظيمة، إلا أن هذه القدرات غالباً ما تعوقها أنماط التفكير غير الداعمة. إن نمط تفكير الإنسان ضروري لدفعه نحو تطوير قدراته بشكل أمثل عند مواجهة تحديات الحياة المختلفة. ويقدم القرآن الكريم، باعتباره منهج حياة، مبادئ يمكن ربطها بالنمو العقلي مثل الجهد، والتوكل، والصبر. وعلى الرغم من عدم ذكرها صراحة، فإن هذه العناصر تُظهر ارتباطها بمفهوم التنمية الذاتية في الإسلام. يهدف هذا البحث إلى دراسة مفهوم النمو العقلي في القرآن الكريم وعلاقته بتطوير قدرات الإنسان. ويركز على فهم كيفية دعم قيم القرآن لتطوير الجوانب الجسدية والعقلية والروحية للإنسان من أجل تحقيق التوازن في الحياة وفق تعاليم الإسلام. لتحقيق أهداف البحث، تم اعتماد دراسة مكتبية (دراسة مكتبة) بمنهج التفسير الموضوعي المفاهيمي. وتم جمع البيانات من كتب التفسير القديمة والحديثة، بالإضافة إلى الأدبيات النفسية ذات الصلة. واستخدمت طريقة التحليل الوصفي التحليلي لربط مفهوم التفكير النمائي بالقيم الروحية في القرآن. أظهرت نتائج البحث أن مفهوم النمو العقلي يرتبط ارتباطاً وثيقاً بمبادئ الإسلام. يُعلِّم هذا المفهوم أهمية بذل الجهد، والتعلّم من الإخفاقات، والاعتماد على الله كمصدر للقوة. أما فيما يتعلق بعلاقته بتنمية الإمكانيات البشرية ، فإن مفهوم النمو العقلي يتكامل مع القيم القرآنية، ويقدّم دليلاً شاملاً لتطوير قدرات الإنسان بأقصى قدر ممكن. ويؤكد البحث على أهمية التفكير الإيجابي القائم على الروحانية في مواجهة ديناميات الحياة الحديثة. والرسالة التي يرغب البحث في إيصالها هي ضرورة التآزر بين العلم والدين في بناء أجيال قوية وقادرة على المنافسة. نسأل الله أن يكون هذا البحث نافعاً لتطوير علم التفسير وعلم النفس الإسلامي