إرضاع حليب الأم هو عملية طبيعية تقوم بها المرأة بعد ولادة طفلها. يأتي هذا البحث انطلاقًا من وجود اختلاف في الآراء بين مذهب الإمام مالك ومذهب الإمام الشافعي حول مسألة التحريم عن الرضاعة باستخدام طريقة الحليب المجفف المجمّد. والسؤال الذي يُطرح هنا هو: هل تؤدي هذه الطريقة إلى تغيير في لون الحليب أو طعمه أو رائحته؟ بناءً على ذلك، يسعى الباحث إلى دراسة حكم التحريم في الرضاعة باستخدام هذه الطريقة من خلال تحليل آراء المذهب المالكي والمذهب الشافعي، مع تسليط الضوء على أوجه التشابه والاختلاف بينهما. تم استخدام المنهج النوعي في هذا البحث من خلال الدراسة المكتبية (library research) مع الاعتماد على مصادر من كتب الفقه التابعة للمذهب المالكي والمذهب الشافعي. ويقوم البحث على المنهج الوصفي المقارن، الذي يهدف إلى وصف الظواهر ومقارنتها لفهم الاختلافات والتشابهات بينها. أظهرت نتائج البحث أن كلًا من المذهب المالكي والمذهب الشافعي يتفقان على أن حكم التحريم في الرضاعة باستخدام طريقة الحليب المجفف المجمًد يبقى قائمًا، بشرط أن يكون الحليب، إذا خُلط مع أي مادة أخرى كطعام أو شراب أو دواء، محتفظًا بطعمه ولونه ورائحته الأصلية، وأن يبقى العنصر الغالب في الخليط. لكن هناك فرقًا بين المذهبين، حيث يرى المذهب المالكي أن التحريم يتحقق برضعة واحدة، سواءً عبر الفم أو الأنف، بشرط أن يصل الحليب إلى المعدة ويحقق الشبع. أما المذهب الشافعي، فيشترط خمس رضعات متفرقات، ويحدد أن تكون فترة الرضاعة في غضون أول عامين من عمر الطفل. أما بالنسبة للدراسات المستقبلية، فيُوصى بالتركيز على دراسة التأثيرات الاجتماعية والصحية لتطبيق طريقة حليب الأم المسحوق في مسألة الرضاعة. كما أن توسيع البحث ليشمل آراء مذاهب فقهية أخرى قد يساهم في تقديم فهم أعمق وأكثر شمولًا. الكلمات الرئيسية : المحرمية الرضاعة، الحليب المجفف المجمّد، المذهب المالكي، المذهب الشافعي