تتناول هذه الدراسة مشكلة مستمدة من واقع الحياة في العصر الحديث التي تواجه العديد من التحديات، خاصة في تطبيق قيم الحب والرحمة وسط متطلبات العمل وضغوط الحياة المتزايدة التعقيد. غالبًا ما تقلل انشغالات الوالدين من جودة التفاعل والاهتمام بالأطفال، مما يؤثر سلبًا على حالتهم النفسية. فالأطفال الذين ينشؤون في بيئة تفتقر إلى الرحمة والمحبة معرضون لمشاكل مثل القلق، والاكتئاب، وظهور السلوك العدواني. ومن هنا يأتي القرآن الكريم كحل لمواجهة هذه الاضطرابات النفسية من خلال مفهوم الحب والرحمة وعلاقته بعلم النفس لأطفال داخل الأسرة. وتهدف هذه الدراسة إلى استكشاف مفهوم الحب والرحمة في القرآن الكريم وعلاقتهما بعلم الفس لأطفال داخل الأسرة. وبذلك تجيب على المشكلات المتعلقة بقلة تطبيق قيم الحب والرحمة في الأسرة الحديثة نتيجة متطلبات العمل والحياة المعقدة، مما يؤدي إلى ظهور الاضطرابات النفسية لدى الأطفال مثل القلق والاكتئاب والسلوك العدواني. ولتحقيق أهداف هذه الدراسة، استخدمت الباحثة منهج البحث المكتبي. وقد تم جمع البيانات من خلال منهج التوثيق وتحليلها باستخدام المنهج الوصفي التحليلي، وهو منهج بحثي يستخدم لوصف وتوضيح وتحليل البيانات بشكل منظم وواقعي ودقيق حول الظواهر أو المشكلات المدروسة. وتوصلت الدراسة إلى أن الحب والرحمة داخل الأسرة، كما ورد في القرآن الكريم، لهما تأثير كبير على النمو العاطفي والنفسي للأطفال. إن تطبيق هذه القيم يخلق بيئة تدعم نمو الطفل بشكل متكامل. وعلى العكس من ذلك، فإن إهمال هذه القيم يمكن أن يؤثر سلبًا على التوازن العقلي والاجتماعي للطفل. ويتجلى ارتباط ذلك بعلم النفس لأطفال داخل الأسرة من خلال تأثير الرحمة الصادقة في بناء الثقة بالنفس، والاستقرار العاطفي، والقدرات الاجتماعية للأطفال، بينما قد يؤدي نقص الحب والرحمة إلى اضطرابات مثل القلق والاكتئاب والسلوك العدواني الذي يعوق التطور الأمثل للطفل. واستنادًا إلى هذه الدراسة، توصي الباحثة في الدراسات المستقبلية بالتركيز على تحليل أعمق لنفسيةلأطفال وعلاقتهما بمفهوم الحب والرحمة في القرآن الكريم، والنظر في تطبيق هذه القيم في مختلف السياقات الاجتماعية والثقافية وديناميكيات الأسرة المعاصرة، مما يساهم في كمال الأبحاث المتعلقة بعلاقة القرآن الكريم بعلم النفس.