تُواجه مدرسة عالية ترينساينس تِبُويْرِنْج جُمْبَانج تحديات أكاديمية مختلفة، مثل الضغوط الدراسية العالية وضيق الوقت للأنشطة غير الأكاديمية، مما يستدعي الحاجة إلى نهج روحاني لتحقيق التوازن. يُعَدُّ تلاوةُ سورة الملك كل ليلة بعد صلاة العشاء من الروتينات المتَّبعة لتعزيز الروحانية والأخلاق لدى الطلاب. وتُعتَبَر هذه السورة ذات فضلٍ في الحماية وبثِّ الطمأنينة في النفس، مما يجعلها وسيلةً لتنشئة الشخصية. ومع ذلك، لا يزال من الضروري دراسة مدى فعالية هذا الروتين في بناء الأخلاق وزيادة الوعي الروحي لدى الطلاب. من خلال منهج دراسة "القرآن الحي"، تحللُ هذه الدراسة كيفية تنفيذ هذه الممارسة ومدى تأثيرها على الحياة الروحانية لطلاب المدرسة التي تجمع بين العلوم الدينية والحديثة. في المعاهد الإسلامية بإندونيسيا، تُمارَس تقاليد يومية تتضمن أعمالاً محددة يلتزم بها الطلاب بانتظام، ولكل منها أسبابها وأهدافها. في سياق "القرآن الحي"، يشير معنى التقاليد إلى تطبيق تعاليم القرآن الكريم في الحياة اليومية وإحيائها من قبل المجتمع. ومن بين هذه التقاليد، تلاوة سورة الملك بانتظام. والسؤال الذي يطرحه هذا البحث هو: كيف تُمارَس هذه التقاليد؟ وما تأثير تلاوة سورة الملك بانتظام على الطلاب؟ يهدف هذا البحث إلى معرفة كيفية ممارسة تقاليد تلاوة سورة الملك وتأثيرها على طلاب المدرسة الثانوية ترينساينس تبويرينغ بجومبانج. وفي إطار دراسة "القرآن الحي"، يُركَّز على فهم القرآن الكريم ليس فقط كنص مقدس يُتلى ويُحفَظ، بل كتجربة تُعاش في الحياة اليومية. هذا البحث يُصنَّف ضمن البحوث الميدانية النوعية، حيث اعتمد الباحث على ثلاث أدوات رئيسة لجمع البيانات: الملاحظة، المقابلة، والتوثيق. تشير نتائج البحث إلى أن تلاوة سورة الملك تُجرى بانتظام بعد صلاة العشاء كل يوم اثنين في ليلة الثلاثاء، بمشاركة جميع طلاب المدرسة الثانوية، تحت إشراف مشرفي السكن وبالتنسيق مع إدارة الطلاب. وقد أثرت هذه التقاليد على الطلاب من عدة نواحٍ، من بينها قدرتهم على حفظ سورة الملك، تحسين سلوكهم تجاه الآخرين، وشعورهم بالراحة النفسية. وفي الختام، تعترف الباحثة بأن هذا العمل لا يخلو من النقص، فهو مجرد جهد متواضع. ويأمل الباحث أن تُجرى بحوث مستقبلية تتناول الموضوع نفسه بمزيد من الدقة والشمول، سعياً للوصول إلى نتائج أفضل وأكثر كمالاً.