بالنظر إلى الحياة الاجتماعية تتسم وجود فجوات اجتماعية، وغالبًا أن من بعض الناس عندما يمتلك ثروة زائدة يميل إلى الامتناع عن الصدقة بجزء من أموالهم إلى المحتاجين، وهو ما يُعرف بصفة البخل. و أن البخل والشح يحملان نفس المعنى، وهو المنع أو الامساك بالمال، في دراسة اللغة العربية، هناك اختلاف في الرأي حول ما إذا كان اللفظان البخل والشح مترادفين تمامًا أم أن بينهما فرقًا دلاليًا جوهريًا. فبوجه عام، كلاهما يدل على صفة البخل، إلا أن بعض علماء اللغة والمفسرين يرون أن الشَّحَّ يحمل معنى أشد، إذ يشير إلى الطمع الشديد والرغبة في احتكار المال مع كراهية وصوله إلى الآخرين، بينما البُخل يقتصر على الامتناع عن العطاء فحسب. لكن لهما سياقًا مختلفًا في تفسير آيات القرآن الكريم. إن الترابط المعنوي (الترادف) بين مفهوم البخل والشح في القرآن الكريم لا يقتصر على كونهما صفات سلبية التي يجب تجنبها، بل يؤثراسن أيضًا على فهم توزيع الثروة، الفجوات الاجتماعية، وتأثيرهما النفسي على الأفراد والمجتمعات. فإن الهدف الرئيسي من هذا البحث هو كشف المعنى عن اللفظ البخل والشح في القرآن الكريم. في هذا البحث، استخدام الباحثة منهج الدراسة المكتبية مع اقتراب دلالي للقرآن الكريم، من خلال تطبيق أسلوبي الاشتقاق والدلالة. وفي مناقشة هذه الرسالة، اعتمد الباحث على المنهج الوصفي التحليلي للكشف عن معاني البخل والشح الواردة في القرآن الكريم، مع التركيز على الاقتراب الدلالي للقرآن الكريم. اعتمد الباحث في هذا البحث على تفسير "التحرير والتنوير"، و"التفسير الوسيط"، و"تفسير الكشاف" كمصادر أساسية، بينما تم استخدام تفسير "كلام المنان" و"تفسير ابن كثير" كمصادر ثانوية. بناءً على البحث الذي تم إجراؤه، توصل الباحثة إلى أن اللفظ البخل والشح يحملان فروقًا دقيقة. وجد الباحثة أن البخل غالبًا يبين عن الامتناع الفعلي عن إخراج المال، وهو صفة عملية تظهر في تصرفات الشخص الذي لا يمنح ماله أو خيره حتى في الحالات التي تستدعي ذلك. أما الشح، فهو أعم وأشمل، إذ لا يقتصر على الامتناع المادي فقط، بل يشير أيضًا إلى حالة نفسية غير صحية تجعل الإنسان شديد التعلق بالمال، مع خوف مفرط من فقدانه، وربما كراهية رؤية الآخرين يحصلون على خير أو نعمة. من خلال هذا البحث البسيط، ووصت الباحثة القراء، وخاصة دارسة القرآن الكريم، بضرورة تجنب صفة البخل والشح، لما لهما من تأثير سلبي على الصحة النفسية والحياة الاجتماعية للإنسان.