ينطوي الوقف كأداة للتمكين الاقتصادي والاجتماعي على إمكانات كبيرة في سياق التعليم، لا سيما في المؤسسات التعليمية الإسلامية مثل في معهد دار السلام كونتور للبانات الحديثة. كما أن هذا الوقف يعطي الأولوية لمساهمة الخبراء في مختلف المجالات، ويلعب دورًا مهمًا في التمكين الاقتصادي والتنمية التعليمية في معهد دار السلام كونتور للبنات الحديثة. يهدف هذا البحث إلى تحليل الوقف المهني المطبق في المعهد من خلال منظور المقاصد الشريعة. ومنهج البحث المستخدم هو المنهج الكيفي مع منهج دراسة الحالة لمعرفة عن الوقف المهني، والذي يتضمن المقابلات وجمع البيانات من خلال الملاحظة والوثائق. أظهرت النتائج أن الوقف المهني في معهد دار السلام كونتور للبنات الحديثة لا يوفر فوائد مادية فحسب، بل يوفر أيضًا فوائد غير مادية، مثل تنمية شخصية التلميذات وتحسين جودة التعليم. ويكشف التحليل من منظور مقاصد الشريعة أن هذا النشاط الوقفي يتماشى مع مقاصد الشريعة، وهي حفظ الدين كالمعلمة التي تقوم بالتدريس الطالبات دون أجر، وحفظ النفس كالمعلمة التي يقدم الخدمات الطبية تطوعاً، وحفظ العقل كا المعلمة التي يوفر التدريبات أو الحلقات الدراسية دون أجر، وحفظ النسل كالمعلمة التي تقدم العلم الذي يتم تدريسه أجراً جارياً يتدفق باستمرار، وحفظ المال كالمعلمة التي يقدم التدريبات في مجال الإدارة المالية للتلميذات. من منظور عملي، يمكن تطوير هذا النموذج المهني للوقف بشكل أكبر، وإشراك المزيد من أصحاب المصلحة واستخدام التكنولوجيا لتحسين فعالية وكفاءة إدارة الوقف. ومن المتوقع أن يكون هذا البحث بمثابة مرجع لتطوير الوقف في السياق الأوسع للتعليم الإسلامي.