يأتي هذا البحث انطلاقا من انشغال الباحث بالمأساة الإنسانية التي حلت بجماعة الروهينجا في ميانمار، والتي تتعارض مع القيم البوذية التي تدعو إلى الرحمة والتسامح واحترام حقوق الإنسان مهما اختلفت اختلافات الناس. الأخلاق في الإسلام تأتي من القرآن الكريم وسنة النبي، في حين أن الأخلاق البوذية تعتمد على المبادئ الخمسة لبوذا. هاتان الديانتان تعلمان كيفية التصرف بطريقة جيدة وصحيحة والأخلاق بالقواعد الموجودة في كلا الديانتين. وبناء على الإشكالية السابقة فإن هذاالبحث تهدف إلى التعرف على مفهوم الأخلاق في الإسلام والأخلاق في البوذية. ويقوم الباحث أيضًا بتحليل أوجه التشابه والاختلاف بين الأخلاق في الإسلام وسيلا في البوذية. ولتحقيق أهداف البحث استخدم الباحث الدراسة اللاهوتية لفهم المفهومين. الدراسة اللاهوتية هو فرع من الفلسفة يبحث فيه العلم عن حقيقة وجود الله. ويستخدم الباحث المنهج الوصفي لمعرفة معنى مفهوم الأخلاق في الإسلام وسيلا في البوذية، وكذلك المنهج التحليلي لتحليل أوجه التشابه والاختلاف بين مفهوم الأخلاق في الإسلام و سيلا في البوذية. هذا النوع من الأبحاث هو بحث مكتبي يعتمد على الأساليب النوعية والمناهج اللاهوتية. يقوم الباحثون بإجراء عمليات بحث عن الكتب والمقالات ذات الصلة والمناسبة لموضوع دراسة الباحث، ومن ثم معالجتها وفقًا لاحتياجات البحث. ويمكن التوصل إلى نتائج هذاالبحث على النحو التالي: إن الأخلاق في الإسلام لها مكانة مهمة في حياة المسلم. باعتبارها تعليماً أخلاقياً ناشئاً عن وحي الله في القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف. يعتبر مفهوم الأخلاق جزءًا من التعاليم الأخلاقية التي تركز على ضبط النفس وتكوين العادات الجيدة. وفي تحليله المقارن، فإن الأخلاق في الإسلام أشمل لأنها لا تتجه نحو الحياة الدنيا فقط، بل لها أيضاً عواقب روحية في الآخرة. وفي نفس الوقت ، تركز سيلا في البوذية بشكل أكبر على التحرر من المعاناة والوصول إلى النيرفانا دون مفهوم وجود إله يمنح المكافآت والعقوبات بشكل مباشر. وأخيراً، يرى الباحث أن بحثه لا يزال يعاني من عدة أوجه القصور. لذا، يتوقع الباحث أن يكون لهذا البحث قيمة كبيرة في هذا البحث، ويتوقع الباحث أن تكون هناك مداخلات وتصحيحات من مختلف الجوانب. ويأمل الباحث أن يتم استكمال هذاالبحث من قبل الباحثين في المستقبل بشكل أفضل. آمين.