ومن المشكلات النفسية التي ظهرت في هذا العصر هي القلق والاكتئاب والعصاب الناتجة عن أزمة في معنى الحياة. ومن أجل حل هذه المشكلة، قام فيكتور فرانكل بتطوير نموذج للعلاج النفسي يعرف باسم العلاج بالمعنى. ومع ذلك، فإن العلاج بالمعنى مبني على أساس المنظور الغربي الذي يفصل بين العلم والوحي. وانطلاقا من هذه الإشكاليات يحاول هذا العمل أسلمة العلاج بالمعنى ودمجه مع نموذج العلاج النفسي في الإسلام المعروف بتزكية النفس كما صاغها ابن قيم الجوزية. تم إعداد هذا البحث باستخدام منهج الوصفي و التحليل النقدي. وبصرف النظر عن ذلك، يستخدم هذا البحث أيضا المنهج الفلسفي والتاريخي. بيانات هذا البحث هي بيانات نوعية في شكل أعمال فيكتور فرانكل وابن القيم كمصادر أولية والأعمال الأخرى ذات الصلة كمصادر ثانوية. وباستخدام نظرية الأسلمة التي قدمها العطاس ونظرية برنامج البحث، تبين أن جهود أسلمة العلاج بالمعنى يمكن تنفيذها في خطوتين، هما تقييم القيم الغربية وغرس القيم الإسلامية. ويتم تنفيذ هاتين الخطوتين على ثلاثة مستويات. أولاً، على مستوى النواة الصلبة أو النظرة العالمية. ويتم أسلمة هذا المستوى من خلال استبدال الوجودية والظاهراتية بالتوحيد. وتشمل الأسلمة في هذا المستوى أيضًا على أسلمة المفاهيم الأساسية، مثل مفهوم الإنسان، ومفهوم معنى الحياة. ثانيا، على المستوى النموذجي. وهو تحويل نموذج العلاج النفسي الغربي إلى نموذج علم النفس الإسلامي. ثالثاً، المستوى النظري. ويتم تحقيق الأسلمة على هذا المستوى من خلال دمج العلاج بالمعنى مع تزكية النفس والنظريات الواردة فيه. أدى دمج العلاج بالمعنى مع تزكية النفس إلى ظهور نموذج يسمى العلاج بالحكمة. وفي النهاية، أدرك الباحث أن هذه الدراسة لديها العديد من القيود. ولاستكمال ذلك يقدم الباحث اقتراحات للباحثين المستقبليين ليتمكنوا من الكشف أكثر عن أسلمة علم النفس باستخدام مناهج أو نظريات أخرى؛ أيضًا مع الكائنات الرسمية والكائنات المادية الأخرى. يقدم الباحث أيضًا اقتراحات لإجراء مزيد من الأبحاث حتى يتمكنوا من اختبار نتائج هذا البحث تجريبيًا.