تحتلّ اللغة العربية مكانةً مهمّة في ميدان التربية الإسلامية، ولا سيّما في معهد دار السلام كونتور الحديث الذي يجعلها لغة التواصل اليومي. ويُعَدّ وجود مساعدي قسم إحياء اللغة عنصرًا حيويًا في بناء ثقافة استعمال العربية من خلال أنشطة لغوية متنوّعة تنسجم مع منظور النظرية البنائية، حيث يبني الطلبة قدراتهم اللغوية عبر الخبرة المباشرة والتفاعل الاجتماعي. ويركّز هذا البحث على جانبين رئيسيين، هما: أشكال الأنشطة التي يقوم بها مساعدو اللغة، وكيفية تنفيذها في إطار النظرية البنائية، بهدف الكشف عن إسهامها في إتقان الطلبة للغة العربية. ولتحقيق ذلك، استخدم الباحث المنهج الكيفي بنوع دراسة الحالة، وجُمعت البيانات بواسطة الملاحظة، والمقابلات، والوثائق، ثم حُلّلت بأسلوب التحليل السردي للكشف عن الخبرات والمعاني وعملية التعلّم التي يخوضها الطلبة في الأنشطة اللغوية مع مساعدي اللغة. أظهرت نتائج البحث أنّ الأنشطة اللغوية التي يقدّمها مساعدو اللغة في معهد دار السلام كونتور تتوزّع على التعليم الصباحي والمسائي، وبرامج التدريب على مهارة المحادثة ،والاجتماع الأسبوعي، والمناظرة الأسبوعية، والمجلة الحائطية، والتقرير الأسبوعي، فضلًا عن المسابقات اللغوية. وقد ثبت أنّ هذه الأنشطة تهيّئ بيئة لغوية نشطة، وتنمّي ثقة الطلبة بأنفسهم، وتعزّز مهاراتهم في الكلام، والاستماع، والكتابة، والقراءة. ومن منظور النظرية البنائية، يبني الطلبة فهمهم للغة من خلال الخبرة المباشرة، والتعاون، والتأمل، فضلًا عن التوجيه الذي يقدّمه مساعدو اللغة بوصفهم ميسّرين في عملية التعلّم. يوصي هذا البحث بتطوير أنشطة مساعدي اللغة بمزيد من الاستراتيجيات الإبداعية، بما في ذلك توظيف الوسائط الرقمية، والألعاب التعليمية، والتعاون بين الأقسام. كما يُقترَح أن يتلقّى مساعدو اللغة تدريبًا متقدّمًا في استراتيجيات التعليم المبتكرة ليؤدّوا دورهم بمزيد من الكفاءة. ويرجو الباحث أن تتناول الدراسات المستقبلية مهارتي الكتابة والقراءة، اللتين لم تحظيا بالمعالجة الكافية في هذا البحث، وذلك لاستكمال الصورة حول آليات اكتساب اللغة العربية في البيئة التعليمية بالمعهد. الكلمات المفتاحية: اكتساب اللغة، مساعدو قسم إحياء اللغة، اللغة العربية، النظرية البنائية، معهد دار السلام كونتور الحديث، التعلّم النشط، التفاعل الاجتماعي.