في البحوث المتعلقة بالشمس، فأكثر يناقش عن الجوانب التجميلية فقط. إن نقص وعي الإنسان بدور الشمس المهم في الحياة قد أدى إلى آثار سلبية متعددة، سواء على البيئة أو على الصحة. فكثير من الناس يغفلون عن الشمس كمصدر للطاقة الصديقة للبيئة، ويفضلون بدلاً من ذلك الاعتماد على الوقود الأحفوري الذي يضر بالنظم البيئية ويسرّع من وتيرة التغير المناخي. إضافة إلى ذلك، فإن تراجع الوعي بوظيفة الشمس في نظام تحديد الوقت جعل الإنسان يعتمد بشكل كامل على التكنولوجيا الحديثة، دون إدراك أن هذه الأنظمة الزمنية تستند في أساسها إلى حركة الشمس الفلكية. لم يفهم الإنسان الحكمة الكاملة من خلق الشمس، إذ ينظر إليها أغلب الناس على أنها مجرد جسم مادي مضيء، دون إدراك عمق معناها الروحي والفلسفي والعلمي. فهم يعتبرون الشمس ظاهرة طبيعية فقط، بينما هي في الحقيقة من آيات عظمة الله التي تحمل حكمة عميقة لاستمرارية الحياة على الأرض، سواء من الناحية الوجودية أو الميتافيزيقية. واستنادًا إلى هذه الاشكالية، فإن هذا البحث يقدم دراسة حول آراء فخر الدين الرازي في مسألة ضوء الشمس في القرآن الكريم، مع شرح تأثيره على المخلوقات، مثل الإنسان أو الحيوان أو النبات، وكذلك كشف الحكمة الكامنة وراء ذكر ضوء الشمس في آيات القرآن الكريم. يستخدم هذا البحث المنهج الوصفي التحليلي مع الدراسة الموضوعية. فاستخدمت الباحثة المنهج العلمي في تفسير آيات القرآن الكريم وربطها بالعلوم والمعارف المختلفة. ومن ناحية جمع البيانات، قامت الباحثة بجمع البيانات من المصادر الأولية، مثل الكتب، والمجلات، والمقالات، مما يجعل هذا البحث من نوع البحوث المكتبية (البحث المكتبي) بهدف توضيح ومناقشة عن ضوء الشمس وتأثيره على المخلوقات. وقد أظهرت نتائج الدراسة أن الرازي لم يبين بأن الشمس جرم سماويّ فقط، بل اعتبرها علامة من علامات قدرة الله، ولها تأثير كبير على حياة الإنسان والحيوان والنبات. ومن خلال هذا الفهم، يتبين أن القرآن الكريم لا يقتصر على توجيه روحي فحسب، بل يحتوي أيضًا على إشارات علمية يمكن أن تلهم الوعي البيئي والاستخدام الحكيم للطاقة الطبيعية. ومع ذلك، فإن هذا البحث لا يخلو من النقص، ولا يزال بعيدًا عن الكمال. ولهذا، ترجوا الباحثة أن يقوم الباحثون القادمون بتوسيع موضوع البحث المتعلق بضوء الشمس وتأثيره على المخلوقات.