إن تفكير الغزالي حول العقل ونقده للعقلانية هو أحد الموضوعات المهمة في دراسة الفلسفة الإسلامية. خلفية هذا البحث هي التوتر بين وجهة نظر الغزالي التي تستند إلى الوحي والحدس الصوفي كمصدر للمعرفة، وبين وجهة النظر العقلانية التي تضع العقل كمصدر رئيسي للمعرفة. يعارض الغزالي استخدام العقل بشكل مطلق دون مراعاة الجوانب الروحية والوحي في السعي لتحقيق الحقيقة. يهدف هذا البحث إلى استكشاف تفكير الغزالي حول دور العقل وتقييم نقده للعقلانية، خاصة في سياق الفلسفة والابستمولوجيا الإسلامية. من خلال فهم وجهة نظر الغزالي، من المتوقع أن يسهم في إثراء الخطاب حول العلاقة بين العقل والوحي والإيمان في التراث الفكري الإسلامي. كما يهدف هذا البحث إلى تقديم منظور جديد حول أهمية أفكار الغزالي في مواجهة تحديات الفلسفة الحديثة التي تركز في الغالب على العقلانية. النهج المستخدم في هذا البحث هو نهج نوعي مع طريقة البحث المكتبي. تشمل المصادر الرئيسية المستخدمة أعمال الغزالي مثل "تهافت الفلاسفة" و"إحياء علوم الدين"، وكذلك الأدب الثانوي ذات الصلة بموضوع هذا البحث. اعتمد الباحث طريقة التحليل الفلسفي لتفكير الغزالي ونقده للعقلانية. أظهرت نتائج البحث أن الغزالي لم يرفض العقل بالكامل، ولكنه أكد أن للعقل حدودًا ويجب أن يكون مصحوبًا بإرشاد الوحي للوصول إلى الحقيقة المطلقة. انتقد الغزالي الفلسفة العقلانية التي اعتمدت بشكل مفرط على العقل وتجاهلت الجوانب الروحية والحدس. يرى الغزالي أن العقل قادر فقط على الوصول إلى جزء من الحقيقة. يوصي هذا البحث بأن تُجرى دراسات مستقبلية لاستكشاف أهمية نقد الغزالي للعقلانية في سياق الفلسفة المعاصرة، خاصة فيما يتعلق بالنقاش بين العقلانية والروحانية.