التفسير الموضوعي في القرآن الكريم هو الدراسة المهمة في دراسة علوم القرآن، يهدف إلى فهم دقيق في موضوع معين من خلال جمع الآيات المتعلقة به، ثم تحليلها وفقًا لسياق كل آية. يساعد هذا المنهج على فهم رسائل القرآن بشكل شامل ومنهجي. على سبيل المثال، يُعد موضوع "القسط" إرشادًا واضحًا لتطبيق العدل في الحياة، بما يشمل العلاقات الاجتماعية والإدارة والحكم. يوضح التفسير الموضوعي فهم القرآن الكريم بالإرطياط بين الآيات المتعلّقة لإنتاج فهم أكثر تكاملاً وشمولا. تهدف هذه الدراسة إلى تحليل معنى كلمة "القسط" في القرآن الكريم باعتبارها مبدأ رئيسيًا يقوم عليه مفهوم القيادة. تهدف هذه الدراسة أيضًا إلى تحديد مدى ارتباط مفهوم "القسط" في سياق القيادة، حيث يُترجم هذا المصطلح غالبًا إلى "العدالة"، لكنه يحمل معنى أكثر تحديدًا باعتباره عدالة موضوعية يمكن قياسها وتطبيقها بشكل عملي. ويعتمد المنهج المستخدم على الدراسة المكتبية من خلال المنهج التفسير الموضوعي، الذي يجع الآيات القرآنية المتعلقة بكلمة "القسط"، مع تحديد مدى علاقتها بسياق القيادة. وكلمة "القسط" تُترجم غالبًا إلى "العدل"، لكنها تحمل إلى كثير من المعنى دقة باعتبارها عدلًا موضوعيًا يمكن قياسه وتطبيقه عمليًا. أظهرت نتائج هذا البحث أن "القسط" لا يقتصر على كونه مفهومًا للعدل فحسب، بل يُعد أساسًا رئيسيًا لتطبيق القيادة العادلة. وعلى خلاف مفهوم "العدل" الذي يتشمل العدالة العامة، يشير "القسط" إلى عدالة محددة وملموسة تُشعر بنتائجها من خلال قرارات القائد وأفعاله. كما حددت الدراسة أن القيم المثالية للقيادة في القرآن الكريم تؤكد على أهمية تطبيق "القسط" كمصدر رئيسي في الحياة الاجتماعية والإدارية. تساهم هذه الدراسة في تعزيز الفهم لمبادئ القيادة القائمة على قيم القرآن الكريم، وصلتها بمواجهة تحديات القيادة الحديثة. ويؤمل أن تطور هذه البحثية بشكل أكثر تفصيلا وتعميقا، من خلال إجراء مقارنة دقيقة بين معنى "القسط" و"العدل".