قيادة طالوت وكفاحه ضد جالوت، المذكوران في القرآن الكريم، وتحديدًا في سورة البقرة، الآيات 246-251، يحملان العديد من الدروس حول القيادة، والطاعة، وثبات الإيمان. لقد تم تعيين طالوت قائدًا لبني إسرائيل رغم أن بعض قومه رفضوه في البداية، معتقدين أنه لا يمتلك مكانة اجتماعية أو ثروة كبيرة. ومع ذلك، اختاره الله لحكمته وقوته في القيادة. مسألة القيادة التي واجهها طالوت لا تزال ذات صلة حتى اليوم، لأن القادة غالبًا ما يواجهون نقصًا في ثقة شعوبهم، وتحديات في الحفاظ على النزاهة، واختبارات في اتخاذ القرارات التي تتماشى مع قيم الحق والعدالة. في هذا البحث، تم استخدام منهج وصفي تحليلي لدراسة مفهوم القيادة في قصة طالوت في القرآن الكريم من خلال تفسير الأزهر لبويا حمكا. يدمج البحث تحليل الجوانب التاريخية والاجتماعية والروحية لاستخلاص خصائص القيادة الإسلامية. تم جمع البيانات من خلال دراسة المكتبة (Library Research) ذات الصلة، وتم تحليلها موضوعيًا لتسليط الضوء على مدى ارتباط قيم القيادة الإسلامية بسياق الحياة الحديثة. تظهر هذه الدراسة أن مفهوم القيادة الإسلامية المستند إلى قصة طالوت يؤكد على أهمية الجودة الشخصية والطاعة لله، وليس السلطة أو الثروة. يشدد تفسير بويا حمكا على أهمية هذه القيم في السياق الحديث، حيث يجب أن يكون القائد المثالي قادراً على تحفيز الآخرين، وتقديم القدوة، وأن يتم اختياره بناءً على الكفاءة والنزاهة، وليس على الصفات الدنيوية. من خلال هذه الدراسة، يمكن توسيع التحليل عن طريق مقارنة مفهوم القيادة الإسلامية من تفسير الأزهر مع التفاسير الأخرى للحصول على منظور أوسع. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن توفر الدراسات الإمبيريقية التي تربط تطبيق قيم القيادة الإسلامية في سياق الحياة المعاصرة رؤى أكثر عملية وقابلة للتطبيق.