والتوبة في الاصطلاح هي الرجوع إلى الله تعالى بعد الابتعاد عنه بسبب الذنب. والتوبة من أعظم العبادات التي يحبها الله تعالى. هناك العديد من الأمراض النفسية في العصر الحديث التي تزداد تعقيدًا بسبب ضغوط الحياة والتقدم التكنولوجي وتغير القيم الاجتماعية. مثل اضطرابات القلق، والاكتئاب، والتوتر المزمن، والأزمة النفسية، والتبعية الرقمية، واضطرابات الهوية والاضطرابات الوجودية. فشفاء النفس عنده يكمن في التوبة الصادقة التي تتضمن الإقلاع عن الذنوب والندم عليها والعزم على عدم تكرارها، والإكثار من الذكر والطاعات كنوع من تطهير القلب. كما شدد ابن تيمية على أن التوبة يجب أن تكون توبة صادقة نابعة من القلب، وليست مجرد قول باللسان دون عمل حقيقي أو تغيير سلوكي فعلي. يخلص هذا البحث لمعرفة التوبة عند ابن تيمية من منظور العلاج النفسي. رأى ابن تيمية أن التوبة ليست مجرد وسيلة لمحو الذنوب، بل هي أيضًا علاج نفسي يعيد الإنسان إلى فطرته الأصلية ويمنحه الطمأنينة الداخلية. نوع هذا البحث هو البحث المكتبي (Library Research) من خلال الاستفادة من مختلف المصادر والمراجع ذات الصلة، وذلك وفقًا لنوع البيانات التي تمت دراستها، مع الاعتماد على منهجان هما الوصفي والتحليلي. واستخدم الباحث الدراسة الصوفية، بالإضافة إلى دراسة وجهة نظر ابن تيمية حول العلاج النفسي وفق رؤيته. من خلال هذا البحث، يعرّف ابن تيمية أن التوبة تُعد وسيلة فعالة لشفاء النفس، حيث إن التوبة تمكّن الإنسان من تطهير قلبه من أعباء الذنوب، وتحقيق راحة البال، والتقرب إلى الله. إن التوبة الصادقة تتضمن الندم على الذنوب، والعزم على عدم تكرارها، بالإضافة إلى تحسين الجودة النفسية والأخلاقية. في الإسلام، لا تقتصر التوبة على نيل المغفرة فحسب، بل تزيل أيضًا الحزن، وتبعد الإنسان عن اليأس، وتفتح له أبواب الهداية والسعادة الحقيقية. وقد أكد إبن تيمية أن التوبة الحقيقية يجب أن تكون مصحوبة بتغيير في القلب والسلوك، لأنها الوسيلة التي تحقق الشفاء للنفس التي تأثرت بالذنوب. بعد الانتهاء من هذا البحث، أدرك الباحث أنه لا يزال بعيدًا عن مرحلة الكمال، وأن هناك مجالًا للتحسين. لذا، يقدم الباحث بعض التوصيات للبحوث المستقبلية، ومنها توضيح كيفية دمج مفهوم التوبة في برامج الإرشاد الإسلامي لمساعدة الأفراد على تحقيق التوازن النفسي والروحي. ومن المأمول أن لا يقتصر هذا البحث على تقديم رؤية الروحية حول التوبة، بل أن يستكشف أيضًا أبعادها النفسية وتطبيقاتها في الحياة المعاصرة. الكلمات الرئيسية : التوبة، العلاج النفسي، ابن تيمية.