يشكل التدهور الأخلاقي بين المراهقين، وخصوصًا الفتيات، مشكلة أساسية تواجه الأمة الإسلامية في الوقت الحالي، على الرغم من إدماج التربية الأخلاقية في المنهاج الوطني. وباعتبارها إحدى المؤسسات التربوية الإسلامية، تقوم معهد دار السلام كونتور الحرم اللأول للبنات بتعليم مادة النسائيةالتي تتضمن قيم العقيدة كجزء من تربية الطالبات. يهدف هذا البحث إلى تحليل قيم العقيدة في مادة النساء، بالإضافة إلى تحديد أشكال غرس هذه القيم في حياة الطالبات في معهد دار السلام كونتور الحرم اللأول للبنات. يعد هذا البحث بحثًا نوعيًا يعتمد على منهج دراسة الحالة. وفي جمع البيانات، قامت الباحثة بتطبيق مثلثية المنهج، وذلك من خلال إجراء مقابلات مع مصادر ذات سلطة يتم اختيارها بأسلوب العينة الهادفة، بالإضافة إلى ملاحظة نظام حياة الطالبات، وتحليل محتوى مادة النساء. كشف هذا البحث أن مادة النسائية في معهد دار السلام كونتور الحرم الأول للبنات لا تقتصر على تدريس فقه المرأة، الصحة، النظافة الشخصية، والتفاعل الاجتماعي، بل تشمل أيضًا قيم العقيدة الأساسية، لا سيما التوحيد، الإيمان بالرسول وبالقرآن الكريم، والإيمان باليوم الآخر. فالتوحيد يشكل أساس التقوى والطاعة، بينما الإيمان بالرسول والقرآن الكريم يسهم في تكوين طريقة تفكير الطالبات، أما الإيمان باليوم الآخر فيعزز الانضباط والمسؤولية. وتسعى المدرسة إلى غرس قيم العقيدة من خلال دمج التعليم الأكاديمي واللا أكاديمي، إضافةً إلى تطبيق نظام الانضباط الداخلي الشامل. ويضمن هذا النهج أن قيم العقيدة لا يتم تدريسها نظريًا فقط، بل يتم استيعابها وتطبيقها عمليًا في الحياة اليومية للطالبات. وبناءً على نتائج الاستطلاعات والملاحظات، أظهر البحث أن غرس قيم العقيدة في معهد دار السلام كونتور الحرم الأول للبنات ينعكس في جميع جوانب العملية التعليمية بشكل متكامل. تساهم قيم العَقيدة فِي تأسيس أخلاق حَسَنَةٍ رَاسِخَةٍ، كما تقوم بتوجيهِ وَإرشاد الطّالِبَاتِ فِي تَطبِيق الأخلاق الكريمة فِي حياتهن اليومية. يُتوقع أن يسهم هذا البحث في رفع جودة التعليم الإسلامي، بما في ذلك في مؤسسات التعليم الحكومي، كجهدٍ لمواجهة تراجع القيم الأخلاقية.. كما يمكن أن يكون هذا البحث إلهامًا لدراسات مستقبلية، وخصوصًا في معالجة القضايا المتعلقة بالمرأة، والتي لا تزال تُناقش بعمق محدود.