في الوقت الحاضر، يقوم العديد من المستشرقين بدراسة القرآن الكريم بعمق، وغالبًا ما يوجهون له انتقادات بدعوى وجود أخطاء نحوية. ومن هؤلاء المستشرقين سامي الديب، الذي يرى أن القرآن هو "كلام البشر عن الله" وليس "كلام الله للبشر". كما يشير إلى بعض الأخطاء في القرآن، بما في ذلك اختلاف القراءات، مدعيًا أن هذه الاختلافات ناتجة عن غياب علامات التشكيل، كما هو الحال في سورة الرعد. لذلك، تهدف هذه الدراسة إلى الكشف عن التوجيه البلاغي للقراءات القرآنية في سورة الرّعد. فيعدّ هذا البحث من البحوث المكتبية (Library Research) حيثُ يجمع الباحث البيانات من المصادر المكتوبة المتعلقة بـ"التوجيه البلاغي" في قراءات سورة الرعد. وتم تحليل البيانات باستخدام المنهج الوصفي والتحليلي لفهم سياق المعنى والبلاغة في هذه القراءات. تستند الدراسة إلى نظريات القراءات والبلاغة للتعمق في التوجيه البلاغي للقراءات القرآنية في سورة الرّعد. ونتيجة هذه الدراسة: 1) إن اختلاف القراءات في سورة الرعد ليس خطأ نحويًا، بل هو جزء من ثراء وجمال اللغة العربية وبلاغتها. 2) الدراسة تناولت تأثير أسلوب الالتفات في قراءات سورة الرعد، مثل اختلاف "يُسقى" و"تُسقى"، لإثراء المعنى وإظهار جمال اللغة القرآنية. 3) الدراسة ناقشت أسلوب الاستعارة البلاغية في القراءات، مع التركيز على نوعين: الاستعارة التصريحية والتبعية. تمثل ذلك في اختلاف القراءات في الآية 3 بين "يُغْشِى" و"يُغَشِّى وأُكْلهُاَ. 4) أبرزت الدراسة الإعجاز في سورة الرعد من خلال الجمع بين الكلمات المختصرة والمعاني العميقة. تختتم الدراسة بالدعوة إلى مزيد من التوجيه البلاغي لقراءات القرآن الكريم في سور أخرى، ممّا يتيح استنتاج أنّ نظرية التوجيه البلاغي في القراءات القرآنية تستحقّ البحث والدراسة بشكل أوسع.