اضطراب القلق واحدة من الأسباب الرئيسية لعبء الصحة العالمية. بناء على بيانات من منظمة الصحة العالمية (WHO)، أن أكثر من 301 مليون شخص في العالم اضطراب في الاكتئاب و القلق. غالبا ما تقتصر الدراسات النفسية متعلقة بالصحة العقلية على الجوانب البيولوجية والاجتماعية، في حين أن الجانب الروحي يحتل مكانة هامة من منظور الإسلام. القرآن الكريم، كدليل الحياة للمسلمين، يحتوي على مبادئ ذات صلة لمعالجة الاضطرابات العقلية، بما في ذلك اضطرابات القلق. وهذا يتجلى في المصطلحات المتعلقة باضطرابات القلق في القرآن الكريم، مثل لفظ الخوف، والضيق، والهَلَع، والحزن. تهدف هذه الدراسة إلى تحليل الآيات القرآنية التي تتناول اضطرابات القلق، وتقديم حلول مستمدة من القرآن الكريم لمعالجة القلق، مما يسهم في تحقيق السكينة في القلوب. نوع الدراسة المستخدم هو المنهج الوصفي التحليلي، مع اعتماد منهج البحث المكتبي. وأما مصادر البيانات فقد أخذت من المجلات، والمقالات، والكتب، والوثائق الأخرى ذات الصلة. ولتحليل البيانات، تستخدم هذه الدراسة منهج التفسير الموضوعي (التفسير المَوضوعي). أظهرت هذه الدراسة أن القرآن الكريم يستخدم عدة مصطلحات لشرح اضطرابات القلق. يوضح القرآن الكريم أيضا مراحل اضطرابات القلق، الأولى هي "الخوف"، وهو يعبر عن القلق أو الخوف من أمور تتعلق بالمستقبل، مثل التهديدات والمخاطر، مما يؤدي إلى "الضيق"، وهو ضيق النفس كرد فعل عاطفي يتجلى في القلق أو التوتر النفسي. وإذا استمرت هذه الحالة، فإنها تتطور إلى "الحزن"، أي الحزن أو الاكتئاب. وهذا الترتيب يعكس الحالة النفسية للإنسان التي تتطور تدريجيًا. أما الحلول التي يقدمها القرآن الكريم، فهي إزالة الخوف من خلال الصبر والتوكل بالله والتخلص من ضيق النفس من خلال ذكر الله. وإزالة القلق من خلال التسبيح وعبادة الله والتخلص من الحزن بالدعاء وبث الشكوى إلى الله. باستخدام الحلول الموضحة في القرآن الكريم، يمكن تحقيق السكينة في القلوب. ترجوا الباحثة الباحثين المستقبلين أن تركز على تنفيذ حلول القرآن الكريم لمعالجة اضطرابات القلق في الحياة اليومية، مثل اختبار فعالية الذكر والدعاء في تقليل مستوى القلق لدى فئات معينة من خلال دراسات تجريبية أو تطبيقية.