هذه الرسالة تبحث عن مفهوم علم الفراسة في الفكر الإسلامي، وخاصة عند الإمام فخر الدين الرازي وابن قيم الجوزية. الفراسة هي قدرة الإنسان على معرفة الأمور الباطنة من خلال ملاحظة العلامات الظاهرة، وهي علم له جذور عميقة في التراث الإسلامي. اهتم العلماء الماضين بالفراسة كأداة لفهم شخصية الإنسان وسلوكه، وقد ارتبطت هذه المعرفة بالإيمان والتجربة الروحية، كما استخدمها القادة في اتخاذ القرارات المهمة. تهدف هذه الرسالة إلى دراسة مقارنة بين مفهوم الفراسة عند الإمام فخر الدين الرازي وابن قيم الجوزية، وذلك من خلال استعراض أوجه التشابه والاختلاف في تعريف الفراسة، تطبيقاتها، وأهميتها في العصر الحديث. وهذه الرسالة تبحث عن إبراز الدور الذي يعرفه علم الفراسة في الفهم النفسي والروحي للإنسان. تعتمد هذه الرسالة على المنهج النوعي والتحليل المكتبي، حيث يتم جمع المعلومات من مصادر أساسية مثل كتب الرازي وابن القيم، بالإضافة إلى المراجع الثانوية مثل المقالات والدراسات السابقة حول الفراسة. يتم استخدام دراسة وصفية وتحليلية لمقارنة آراء الإمامين، مع تفسير واستنباط المفاهيم من منظور تصوفي. وجدت الباحثة من هذه الرسالة بأن الإمام فخر الدين الرازي ينظر إلى الفراسة من جهة عقلية ومنطقية، حيث يربطها بعلم الفسيولوجيا وتأثيرات الجسد على الشخصية، بينما يرى ابن قيم الجوزية الفراسة على أنها نور إلهي يعطي الله للمؤمنين ويمكن تعزيزه بالإيمان والتقوى. كما أن كلا الإمامين يتفقان على أن الفراسة يمكن أن تساعد الإنسان في فهم الحقائق المخفية، ولكنها ليست دائما معصومة من الخطأ. تخلص الباحثة أن الفراسة هي جمع من المعرفة العقلية والحدس الروحي، وهي أداة قوية يمكن استخدامها في مجالات مختلفة، مثل القيادة، القضاء، والعلاقات الاجتماعية. الفراسة عند الرازي تستند إلى الملاحظة العلمية، بينما تعتمد عند ابن القيم على البصيرة الإيمانية. وهذا البحث يفتح آفاقا جديدة لفهم الفراسة في سياق معاصر، خاصة في مجالات علم النفس والروحي. و بذلك، على أحسن أن يناقش الباحثون في المستقبل هذا الأمر بعمق أكثر مما ناقشها الباحثة.