خلق آدم عليه السلام في القرآن الكريم عند محمد شحرور (الدّراسة النقدية) محمّد ضياء الحق 422021232114 يُعَدُّ محمد شحرور من أبرز المفكرين المعاصرين الذين أثارُوا الجدلَ بتفسيراتهم للنصوص القرآنية، خاصةً فيما يتعلق بخلق آدم. فهو يرفضُ الرأيَ التقليديَّ الذي يقول بأنّ آدم هو أوّلُ إنسان خُلق مباشرةً من التراب ونُفِخ فيه الروحُ من قِبَل اللهِ. وبديلا عن ذلك، يفسر شحرور خلقَ آدم في إطار التطوُّر البيولوجيّ والمعرفيّ، حيث يمر بثلاث مراحلَ رئيسيةٍ: البشرية (مرحلة الإنسان الأوّلِ دونَ وعيٍ كاملٍ)، الآدميّة (مرحلة الانتقال إلى الوعي والتفكير)، والإنسانية (مرحلة الكمال بامتلاك العقل واللغة والقيم الأخلاقية). وهذا التفسير يتعارض مع التفسير المفسّرين الذي يرى أن آدم خُلق منذ البداية في صورة كاملة. تَهدِف هذه الدراسة إلى تحليلِ ونقدِ مفهوم خلق آدم عند شحرور، ومُقارنَتِه بآراء المفسرين. كما تسعى إلى دراسة مَدى تأثيرِ المنهج التفسيري الحديث الذي يستخدمُه شحرور على فهمه لخلق الإنسان ومدى توافُقِه مع الأدلّة الشرعية. تعتمد هذه الدراسةُ على المنهج المكتبي، مع اتباع منهج التفسير الموضوعي، إضافة إلى التحليل النقدي لفكر شحرور ومقارنتِه بتفسيرات علماء المفسرين. أظهرت نتائجُ البحث أنّ فكرَ شحرور مُتأثِّرٌ بنظَرية التطور أكثرَ من تأثُّره بالنصوص الدينية. فهو يرى أن الروح ليست عُنصُرا يمنح الحياة، بل مجرّدُ رمز للوعي البشري، وهذا يتناقض مع المفسرين الذي يعتبر الروحَ هبةً إلهيةً تُميزُ الإنسانَ عن بقية المخلوقات. كما أنه يفسر أمر الله للملائكة بالسجود لآدم على أنّه رمزٌ لتفوُّق الإنسان فكريًا، وليس حدَثًا حقيقيًا، مما يخالف الفهمَ الإسلاميَ التقليدي. تَخلُصُ هذه الدراسة إلى أن تفسيرَ شحرور لا يتوافق مع منهج التفسير المفسرين القائم على الأدلة النقلية، بل يميل أكثرَ إلى النظريات العلمية الحديثة التي لا تنسجمُ تمامًا مع مفهوم الخلق في القرآن الكريم. لذلك، يُوصَى بالرجوع إلى كتب التفسير المَوثُوقَة لفهم مفهوم خلق الإنسان وَفقًا للمنظور الإسلامي الصحيح. الكلمات الرئيسية: محمّد شحرور، آدم، الخلق، المخلوقات قبل آدم، مراحل خلق آدم.