أنزل الله القرآن ليكون هدى للناس في حياتهم. ولكن الناس في هذا العصر، يجد كثير من المسلمين عند تفاعلهم مع القرآن يركزون على الجوانب الظاهرية، مثل التلاوة، والحفظ، وجمالية الصوت، دون تدبر الآيات المقروءة. بينما قراءة القرآن دون التدبر لاتؤثر كبير على قلب القارئ وأخلاقه. إضافة إلى ذلك، هناك أزمة الذكاء الروحي في إندونيسيا بسبب إهمال الجوانب الروحية وزيادة تأثير العولمة، مما يترك أثرا سلبيا على الحياة الاجتماعية . ولذلك، هناك حاجة لإجراء البحث حول التدبر في القرآن وعلاقته بالذكاء الروحي لمعرفة أهمية ممارسة التدبر، وتوضيح الفرق بينه وبين المصطلحات المماثلة، وللغلب على أزمة الروحية في المجتمع. بناء على الشرح أعلاه، ستقوم الباحثة بدراسة التدبر في القرآن وعلاقته بالذكاء الروحي. هذا البحث هو الدراسة الموضوعية باستخدام الدراسة المكتبية، والمنهج الوصفي والمنهج التحليلي، بمعنى أن الباحثة ستقوم بوصف تفسيرات الآيات القرآنية التي تحتوي على الأمر بالتدبر من آراء المفسرين المختلفين، ثم ستربطها بالذكاء الروحي. تشير نتائج البحث إلى أن معاني التدبر في سورة النساء الآية 82، وسورة المؤمنون الآية 68، وسورة ص الآية 29، وسورة محمد الآية 24 هي عملية الفهم عميقة لمعاني وأهداف وحكم الآيات القرآنية باستخدام العقل والقلب حتى يوصل الإنسان إلى الفهم الشامل، ومعرفة حقيقة القرآن ككلام الله، وتطبيقه في الحياة اليومية، وجعله دليلا للحياة. ثم التدبر يرتبط ارتباطا وثيقا بالذكاء الروحي، إذ أنه يمكن المسلم من اكتساب الذكاء الروحي العال، لأن التدبر يقوى الإيمان، ويوجه السلوك الإيجابي، ويساعد على اتخاذ القرارات الحكيمة بناء على القيم الروحية، ويعد حلا في مواجهة المشكلات، ومعرفة معنى الحياة. وتعد هذه الصفات من العلامات الدالة على الشخص الذي يتمتع بالذكاء الروحي الجيد. ومع الاختمام هذا البحث، تقترح الباحثة على كل مسلم ان يعطي أهمية أكبر للتدبر في تفاعله مع القرآن، لأن من خلال ممارسة التدبر بمنتظم، ترجو أن تغلب أزمة الذكاء الروحي، وللمسلمين أو يعيشوا حياة أكثر معنى وفقا للقيم القرآنية. الكلمات الرائيسية: الذكاء، الروحية، التدبر