تُعَدُّ عملية تطوير المنهج عمليةً تشمل أربعة مكوّنات رئيسية، وهي: الأهداف، والمحتوى، والأساليب، والتقويم. فالأهداف تُعدّ الاتجاه الأساسي في تخطيط التعليم، والمحتوى هو المادة العلمية التي يجب إتقانها، أما الأساليب فهي الاستراتيجيات المتبعة لتقديم المادة، والتقويم يستخدم لقياس مدى تحقق الأهداف التعليمية. وتترابط هذه المكوّنات فيما بينها، وينبغي أن تُنظّم بطريقة منهجية. إنّ تطوير المنهج بشكل جيد يساهم في تحسين جودة التعليم، ويجب أن يُراعى في ذلك حاجات المتعلمين ومتطلبات العصر. تهدف هذه الدراسة إلى تحليل تطوير منهج اللغة العربية في المرحلة العالية بمدرسة مفْتاحُ السلام. إذ لا تزال هذه المدرسة بحاجة إلى الكثير من التطوير والتحسين في عملية تعليم اللغة العربية. فالتعليم الحالي لم يصل بعد إلى المستوى المطلوب في تحقيق أهداف المنهج. ومن هنا، تحاول الباحثة دراسة مدى تطبيق مكونات تطوير المنهج في المدرسة. وتركز الدراسة على أربعة عناصر: الهدف، والمحتوى، والأسلوب، والتقويم. استخدمت الباحثة المنهج النوعي الوصفي في هذه الدراسة، معتمدةً على تحليل مايلز وهوبرمان. وتم تحليل البيانات من خلال ثلاث مراحل، وهي: اختزال البيانات، وعرض البيانات، واستخلاص النتائج. وقد جُمعت البيانات من خلال الملاحظة، والمقابلات المعمقة، والوثائق. بعد ذلك، تم تصنيف المعلومات، وتنظيمها في جداول، ومن ثم استنتاج النتائج بناءً على الأنماط المتكررة. وقد أُجري هذا التحليل للحصول على فهم عميق لواقع تطوير منهج اللغة العربية في المدرسة. أظهرت نتائج الدراسة أن مدرسة مفْتاحُ السلام تسعى إلى تنمية مهارات اللغة العربية، وفهم الدين الإسلامي، وتعزيز الجانب الفكري لدى الطلاب. أما المحتوى، فقد تم اختياره بما يتناسب مع المنهج المقرر من وزارة التعليم. وتتنوع أساليب التعليم المستخدمة، ولكنها لا تزال بحاجة إلى تطوير وتحديث. أما التقييم، فيشمل المجالات المعرفية، والوجدانية، والمهارية، ويتم تنفيذه من خلال الاختبارات التكوينية والختامية بشكل دوري ومنظم.