كانت صحة اختلاف القراءات في سورة الزخرف مشكوكا عند بعض المستشرقين. والمثال، في سورة الزخرف الآية العاشرة ، هناك قراءتان: "مَهْدًا" و"مِهَادًا". ويرى معارضو القرآن أن هذا -اختلاف القراءات- يعتبر خطأ لغويا اصطنع عليه المفسرون. ويستخدمون هذا الرأي ليأسد الادعاء بأن القرآن ليس كلام الله تعالى للبشر، بل كلام البشر عن الله تعالى. ولكن هذا الرأي يختلف تماما عما ذهب إليه علماء المسلمين أن اختلاف القراءات مذهب من مذاهب النطق في القرآن الذي يسند إلى النبي محمد ﷺ، بل كان ذلك -اختلاف القراءات- يبين جمال البلاغة القرآنية. فيهدف هذا البحث إلى الكشف عن تحليل اختلاف القراءات القرآنية في سورة الزخرف، واتفاقها على الدراسة اللغة العربية خاصة بعلم البلاغة. في هذا البحث المكتبي استخدم الباحث المنهج الوثائقي لجمع البيانات حول اختلاف القراءات في سورة الزخرف ومدى اتفاقها على علم البلاغة، ولتحليلها استخدم الباحث المنهجين: المنهج الوصفي والمنهج التحليلي، وكل ذلك في ضوء علم القراءات وعلم البلاغة كالإطار النظري. ومن نتائج البحث الأول كان اختلاف القراءات مرويا عن النبي ﷺ؛ والثاني، أن اختلاف القراءات ليس الأخطاء اللغوية في القرآن، بل جزء من الإعجاز اللغوي في القرآن الكريم باتفاقه مع قواعد اللغة العربية وعلم البلاغة؛ والثالث، وجوه العلاقة بين اختلاف القراءات القرآنية والأساليب في علم البلاغة، وذلك مما يلي: أ) الالتفات في الضمائر والالتفات في الصيغ والالتفات في العدد، ب) الاستعارة التبعية، ج) التشبيه البليغ، د) السجع، ه) الكناية، و) الاستفهام الانكاري. مازال هذا البحث بعيدا عن الكمال من حيث مناقشة واختلاف القراءات واتفاقها على جوانيب البلاغة. ومن ثم، يدعو الباحث للباحثين المستقبلين إلى دراسة التوجيه البلاغي في السور الأخرى من أجل توسيع البحث وتعميقه. وذلك يتعرض لتصحيح واستكمال وتحسين أوجه القصور الواردة في هذا البحث.