تُعَدّ عملية تعليم اللغة العربية في الصفّ الثاني من معهد مفتاح الهدى بسوكو ما زالت تهيمن عليها طريقة المحاضرة التقليدية التي تتّسم بالجمود وتركّز على المعلّم، مما يجعل كثيرًا من الطلاب يواجهون صعوبة في فهم المادة الدراسية ويفتقرون إلى الدافعية في التعلّم لأن كل طالب يمتلك أسلوبه الخاص في التعلم. ومن ثَمَّ، تبرز الحاجة إلى إستراتيجية تعليمية أكثر نشاطًا وإبداعًا ومتعةً، تُمكّن الطلاب من المشاركة الفاعلة في عملية التعلّم. وبذلك توصّل الباحث إلى حل يتمثل في تقديم استراتيجية تعليمية لرفع دافعية التعلم لدى الطلاب، وهي استراتيجية التسوق عبر النوافذ (Window Shopping). يهدف هذا البحث إلى معرفة فعالية تطبيق إستراتيجية التسوق عبر النوافذ (Window Shopping) في تحسين نتائج تعلّم اللغة العربية لدى طلاب الصفّ الثاني في معهد مفتاح الهدى بسوكو. وقد استخدم الباحث المنهج شبه التجريبي (Quasi Experimental) بتصميم السلسلة الزمنية (Time Series Design). وتم اختيار عيّنة البحث من طلاب الصفّ الثاني بطريقة العيّنة المفترضة (Purposive Sampling). وجُمعت البيانات من خلال سلسلة من اختبارات التحصيل التي أُجريت أربع مرات قبل تطبيق الإستراتيجية (اختبارات قبلية) وأربع مرات بعدها (اختبارات بعدية). وقد أُجري تحليل البيانات باستخدام الاختبارات الإحصائية المناسبة ببرنامج SPSS لقياس الفروق بين نتائج التعلم قبل المعالجة وبعدها. أظهرت نتائج البحث أن تطبيق إستراتيجية التسوق عبر النوافذ (Window Shopping)أحدث أثرًا إيجابيًا واضحًا في رفع مستوى نتائج التعلّم. إذ بلغ متوسط درجات الاختبار القبلي 63,60 وارتفع إلى 82,90 في الاختبار البعدي، بفارق 19.30. كما أشارت قيمة الدلالة الإحصائية (Sig. = 0.001 < 0.05) إلى أن الزيادة ذات دلالة إحصائية معنوية، في حين أظهر معامل حجم الأثر (Cohen’s d = -2.095) أن التأثير كبير جدًا من الناحية العملية. وبناءً على ذلك، تبيّن أن إستراتيجية التسوق عبر النوافذ فعّالة في تعليم اللغة العربية، إذ تسهم في تحسين نتائج التعلّم وتعزيز نشاط الطلاب وتعاونهم وقدرتهم على التفكير النقدي. ويوصي هذا البحث المعلّمين باعتماد هذه الإستراتيجية كخيار تعليمي تفاعلي يركّز على الطالب، كما يُقترح إجراء دراسات لاحقة في سياقات ومراحل تعليمية مختلفة لتوسيع فهم فاعلية هذه الإستراتيجية في تعليم اللغة العربية.